بدأ حضوره على مواقع التواصل الإجتماعي من خلال طرح المواضيع الاجتماعية والرياضية، إلى جانب بعض القضايا التي تلامس اهتمام المجتمع أو بعض المواضيع الهادفة والمتنوعة بما فيها الفقرات الدينية أو الفقرات الترفيهية والاجتماعية، بشكل محترم ولائق، وهو ما ساهم في زيادة شعبية حسابه على سناب شات يوما بعد يوم، إلى جانب حضوره الطيب على كل المنصات الأخرى، مع حرصه على التركيز على سناب شات لما يحظى به من حضور وتفاعل في أوساط الشريحة الأكبر من المستخدمين، وهم الشباب، إلى جانب انستغرام من بين جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى، من حيث الانتشار وعدد المستخدمين وذلك بسبب ما يتميز به من بساطة في الطرح وسهولة في الوصول للمحتوى المقدّم من خلاله، وليس مستغربا ان يكون في بعض الأحيان محركاً للرأي العام تجاه بعض القضايا التي قد لا يتناولها الإعلام الرسمي.
حديثنا اليوم مع علي بن طالب أحد مشاهير سناب شات وقد بدأنا معه بالسؤال التالي:
• هل "أحرقت" شبكات التواصل الاجتماعي (أخبار) وسائل الإعلام التقليدية؟!
منصات التواصل أصبحت تهيمن على المشهد الإعلامي من حيث مدى انتشارها وشعبيتها على مستوى العالم، أو على مستوى كل بلد، رأينا كيف أدت هذه الشبكات بالدرجة الأولى إلى فتح منصات متنوعة لأفراد المجتمع، ومكنتهم من التواصل ببعضهم البعض، حتى للمؤسسات بمختلف أنواعها ساهمت في بناء جسور تواصل بينها وبين جماهيرها المتنوعة، مستفيدة في ذلك من مزايا الفضاء الرقمي الذي أحدث تغييرًا كبيرا في كافة القطاعات من دون استثناء بما فيها القطاع الإعلامي الذي وجد نفسه في الصفوف الخلفية مع تقدم وسائل "السوشيال ميديا"، البض يروج إلى أن السوشيال ميديا أطاحت بالصحف والقنوات الفضائية، وأنها أصبحت مصدر المعلومات الأول، ولكن ربما يتنافى هذا المنطق مع الحقيقة، فصحيح أن السوشيال ميديا أصبحت لها قوة تأثير كبيرة، ولكن في نفس الوقت مجرد، "إعلاما مكملا"، لهذه الوسائل التقليدية، وليست إعلاما بديلا كما يعتقد البعض.
• لكن ما الذي جعل وسائل التواصل الاجتماعي (تسحب البساط) من الأعلام التقليدي؟
- السرعة الكبير في النشر.. حيث الوصول الفوري للمستقبلين في أي مكان على وجه البسيطة، هذه الخاصية ربما تكون "القشة" التي قسمت ظهر الصحافة المكتوبة والإعلام التقليدي بكافة أشكاله، وذلك على الرغم من أن الشبكات تدار بشكل عشوائي أحيانـًا من قبل هواة غير ملمين بأسس مهنة الإعلام، لكنها نجحت في تحقيق قصب السبق، والشهرة بسبب خاصية التفاعلية؛ والسرعة، ولكن ربما كانت المصداقية هي ورقة الرهان الأقوى لدى وسائل الإعلام التقليدية، حيث تبقى هي المصدر الرسمي الأاكثر صدقة وموثوقية لدى أفراد المجتمع.
• بدأنا نسمع خلال الفترة الأخيرة عن تزايد القصص حول "كيفية الإقلاع عن" وسائل التواصل الاجتماعي؟
- قد يختار البعض توقيف حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي أو إلغائها حتى إشعار آخر لأسباب شخصية او موضوعية، ومهما يكن، علينا واقعيين ومعتدلين في استخدام هذه المواقع والإعتماد عليها، وأن نكون على وعي كبير بشأن طرق استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي ومعدلاتها، كما نحتاج إلى اختيار المنصة المناسبة لنا والتي تخدم أغراضنا بشكل أفضل من غيرها، دون الحاجة للتواجد اليومي على جميع المنصات كالجندي الذي يقاتل على كل الجبهات. بعد الناس يأخذون من وقت لآخر فترة نقاهة، بعيدًا عن الوسائط الرقمية التي أصبحت متشابكة مع واقعنا، شئنا أم أبينا.
• ما نصيحتك لمستخدمي سناب شات؟
- نصيحتي للمشاهير هي أن لا يقدموا المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، وأن يهتموا بمراعاة العادات والتقاليد، فيما يقومون بطرحه في حساباتهم، وأن يراعوا القيم الحميدة التي أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما أنصح أولياء الأمور بعدم إهمال الرقابة الوالدية على ابنائهم، ومساعدتهم على التخلص من الإدمان على الأجهزة الذكية، عبر الترشيد ووضع قوانين وأوقات متفق عليها.. بهدف الوصول إلى استخدام مقنن ومرشد للأجهزة.
نحن نعرف ان الإفراط في استخدام وسائل التواصل والأجهزة الذكية يؤثر على العلاقات داخل الأسرة، كما يسبب فجوة بين الأفراد لإستغراق كل منهم في جهازه الإلكتروني، من دون توفر الفرصة أو الرغبة للتواصل والحوار والأنشطة المشتركة التي توثق الروابط الأسرية أو الإجتماعية وهذا ما يحذر منه الخبراء.
• في رأيك بماذا يتفوق السناب شات على وسائل التواصل الأخرى؟
- السناب شات له طابع خاص لأنه أكثر المواقع شهرة ويجذب الناس لأنها تبث بشكل مباشر، صوت وصورة وحركة، وهذا ما يجعلني على تماس دائم مع الجمهور، وما يجعل لي عددا كبيرا من المتابعين، والحمد لله على هذا الاختيار الموفق. كما يمنحك المساحة الكافة لطرح المواضيع والرسائل التي ترغب في ايصالها للمجتمع، من خلال تقديم المحتوى الإيجابي المفيد للفرد والمجتمع، وتقدم محتوى هادف يحمل في طياته قيما إنسانية راقية تنبع من المجتمع وقيمه ومبادئه، سواء كان المحتوى ديني أو إجتماعي أو رياضي.
• في أي قطاع تنصح الشباب بالتوجه لإقامة أعمالهم بوصفه يحتوي على عدد كبير من الفرص؟
- أعتقد أن التوجه السائد في دول الخليج بما فيها دولة قطر منذ سنوات والذي يجذب الشباب هو المطاعم و"الكافيهات".. وهي فكرة جميلة تجمع ما بين الإستثمار والترفيه.. حيث كل انسان ورغبته.. وقد أنصح الشباب بالعمل الحر في القطاع الخاص وعدم الإعتماد على الوظيفة، عليهم أن لا يقعوا في أخطاء العديد من أبناء الجيل السابق بالاعتماد على الوظيفة الحكومية فقط، لكن الرغبة وحدها لا تكفي لإقتحام العمل الخاص؛ بل يجب امتلاك المهارة مع الجهد والتعب.
وهو ما ينطبق ايضاً على أسواق المال، فالاستثمار في البورصة يتطلب دراسة وذهناً صافياً ودراية واضحة في اختيار الشركات والتوقيت المناسب للدخول والخروج أيضاً.
• ما نوع الكتب التي تهيمن على رفوف مكتبتك؟
- أقرأ في الشعر والتنمية الذاتية والبشرية و - أحيانا – في المواضيع الدينة.
تجذبني قراءة الروايات أحيانا.. بما فيها السير الذاتية والرحلات، وأحيانا أقرأ في كل شي، بما فيها المجلات الثقافية، وكان لدي اشتراكات أسبوعية وشهرية في العديد منها، لكنها توقف منذ ظهور أزمة كورونا.
• ما هو طموحك؟
- طموحي هو أن أكون على قدر الثقة التي منحني إياها المتابعون والمسؤولية التي ألقيتها على نفسي أمامهم وأن يكون حسابي متنوعا وأن أساهم في إبراز صورة قطر الحضارية والإيجابية وكل ماهو مفيد. كما أسعى للحفاظ على ما بنيته لنفسي من صورة طيبة وثقة عالية لدى المتابعين والأغستمرار في توظيف حسابي لخدمة قضايا المجتمع بصورة لائقة، كما أنصح الآخرين بضرورة تطبيق المحاذير الاجتماعية والمعايير المهنية والأخلاقية فيما يطرحونه في منصاتهم، الى جانب رقابة الضمير الذاتي عند الإعلان عن وجهة نظر معينة أو الإعلان عن سلعة معينة، فلا يجب استغلال ثقة المتابعين لترويج محتوى رديء أو خدمة سيئة مهما كانت الاسباب.