قد يتحول حبك المفرط لأبنائك إلى علاقة مؤذية دون قصد، إذ يتخيل البعض أن الحب الزائد ومنح الطفل كل ما يريد وما لا يريد، إحدى طرق الحب والاهتمام، ولكن عكس ذلك ربما يضر هذا السلوك بمستقبل أطفالك.
يحرم الحب المبالغ فيه الطفل من بعض التجارب الطبيعية التي يجب أن يخوضها، وتساهم في صقل شخصيته، وتساعده غالبًا على التصرف في حياته باستقلالية.
استشاري الطب النفسي الدكتور المصري خليل فاضل، يُحذر من تذليل كل الصعوبات والعقبات للابن، قائلا: "بهذه الطريقة.. تحرمه من فرصته في التعلم عن طريق التجربة والمحاولة والخطأ".
وأوضح فاضل عبر صفحته على "فيسبوك"، أن الإحباط ضروري وصحي لكي يعرف ابنك كيف يدير حياته وينظم مشاعره، لذا اسمح له بالتعلم، بل وساعده فقط عندما يحتاج ذلك.
وأكد ضرورة مساندة الأبناء وإشعارهم بالدعم والسند حتى لا يشعروا بالوحدة، لكن لا يصبح تدخل الآباء هو المسيطر على الموقف.
الاعتمادية المتواطئة
عرّف فاضل هذه الحالة بما يسمى بـ"الاعتمادية المتواطئة"، موضحًا أن الآباء بهذه الطريقة يعتمدون على أبنائهم بشكل سلبي، أي يستمد إحساسه بالقيمة من خلال احتياج الأبناء الشديد إليه وعدم قدرته الانفصال عن الوالدين.
وقال: "بهذه الطريقة يهدم الآباء الأسس التي تساعده كيف يكون شخص مستقل نفسيًا".
مقاومة حب السيطرة
دعا استشاري الطب النفسي، الوالدين بمقاومة رغبتهم الخاصة بحب السيطرة الخفية بداخلهما، ومعالجتها بالاعتراف أولًا بهذه المشكلة من أجل إقامة علاقة صحية مع الأبناء.
وأكد استشاري الطب النفسي أن علاقة الطفل بوالديه هي أول علاقة حقيقية في حياته، وأحيانًا يقع في تنميط باقي العلاقات بحياته من خلال علاقته الأولى هذه.
وأوصى الدكتور خليل فاضل، بالحب وفق ميزان حتى لا يكون حب معيق لتطوره أو يدخل في إطار السيطرة والأذى.