[email protected]
تشهد الأحساء هذه الأيام انطلاقة نسخة جديدة من مهرجان تمور الأحساء في موسمه الثامن، والذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وهو يهدف إلى إيجاد منصة تسويقية لعرض أصناف مختلفة من منتجات تمور واحة الأحساء، وكذلك الصناعات التحويلية من التمور في تجمّع واحد، بما يُسهم في عرض وتسويق التمور على نطاق أوسع، وكذلك تعزيز مكانة الأحساء الزراعية والسياحية والتراثية.
ولا شك في أن تجربة المهرجان أسهمت في توفير فرصة لتبادل المعارف والخبرات بين منتجي التمور من المزارعين في الأحساء وزملائهم من المزارعين والتجار المحليين والخليجيين وكذلك التعريف بمنتج التمور الأحسائية، باعتبارها موروثًا زراعيًّا ومنتجًا وطنيًّا وموردًا اقتصاديًّا مهمًّا، بالإضافة إلى دعم المزارعين، وخطط الاستدامة الزراعية في الواحة، فضلًا عن إبراز جوانب من المقومات الاقتصادية للواحة والفرص التسويقية لتمور الأحساء المعروفة كالخلاص، الشيشي، الرزيز، الهلالي، الشهل، الحاتمي، الشبيبي، البرحي، والخنيزي وغيرها.
ولكن دخول الأحساء موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر واحة طبيعية في العالم؛ لما تضمّه من 2.5 مليون شجرة نخيل، تمثّل نحو 10% من أعداد النخيل في المملكة، تتغذى على المياه الجوفية عبر 280 بئرًا ارتوازية، وإدراجها بقائمة التراث الإنساني العالمي بمنظمة اليونسكو، وبروزها كإحدى أهم وأبرز الوجهات السياحية المستقبلية في المملكة والخليج، تفرض علينا جميعًا التفكير معًا في ضرورة تطوير هوية المهرجان ورسالته؛ ليحاكي تلك المقومات والإمكانات الهائلة في الأحساء، ويواكب تلك الاستحقاقات والإنجازات الوطنية المشرقة.
والواقع أن ما توليه رؤية المملكة 2030 لقطاع النخيل والتمور من اهتمام كبير من خلال تعزيز مكانته العريقة وتطويره واستدامته؛ بهدف زيادة إسهامه في الناتج المحلي، حيث نجحت بلادنا في احتلال المرتبة الأولى على مستوى العالم في صادرات التمور في عام 2021، من حيث القيمة، بنحو 1.215 مليار ريال، بالإضافة إلى ما ظلّ يحظى به هذا المهرجان من رعاية ودعم وتشجيع وتشريف من سمو أمير الشرقية، وسمو نائبه وسمو محافظ الأحساء، يدعونا في إطار دعم تجربته للنظر في إطلاق منصة لاستقطاب الأفكار المُبتكرة والمبادرات المُبهرة والرؤى المشوّقة التي تدعم لصناعة فرق نوعيّ يعطي زخمًا أوسع وتأثيرًا أكبر ومردودًا ماديًا ومعنويًا أكبر وأشمل.
ولأننا نتطلع إلى أن يصبح المهرجان أيقونة اجتماعية واقتصادية وزراعية وطنية موسميّة، وتظاهرة سياحيّة وثقافيّة وتراثيّة متميّزة، وأنموذجًا تجاريًّا مُبهرًا، ومقصدًا تسويقيًّا جاذبًا ومثمرًا، يناسب مختلف الأعمار وكافة أطياف المجتمع السعودي والخليجي إلى جانب السيّاح والمهتمين بالتمور من مختلف دول العالم، سنظل نحتفي بمكانة وشهرة منتجنا الشعبي الوطني الأول في أرض الواحة، ونردد كل حين رائعة أديبنا وشاعرنا الكبير د. غازي القصيبي «أمَّ النخيل».