ابتكر عضو هيئة التدريس بجامعة ولاية ميشيغان الأمريكية د. ياسر الضامن، استراتيجية رائدة في العلاج المناعي للسرطان يمكن أن تقلص الأورام وتزيد من المقاومة العلاجية ضد بعض أنواع السرطان.
جاء ذلك خلال بحث نشره أخيرًا في مجلة "Molecular Therapy" التي تصنف كواحدة من أفضل المجلات العلمية المتخصصة في العلاج الجيني والخلوي على مستوى العالم، بعدما استغرق المشروع البحثي نحو عامين، ليكمل بذلك 41 ورقة علمية محكمة منشورة في مجلات عالمية مرموقة، فضلًا عن 3 براءات اختراع سابقة مسجلة في هيئة الدواء والغذاء الأمريكية.
وقال الضامن: "الفكرة كلها هي معالجة المرضى من الداخل، وليس بالأدوية للقضاء على السرطان، بناء على عملي السابق، ابتكرت طريقة لتسخير جهاز المناعة النشط طبيعيًا للتحكم في نمو الورم عن طريق تنشيط عمل خلايا محددة في جهاز المناعة، مثل الخلايا القاتلة الطبيعية NK cells، والخلايا المناعية الفطرية، مثل البلاعم والخلايا التغصنية، داخل الأورام".
#SpartanDO researcher Dr. Yasser Aldhamen and his team recently published a paper about their ground-breaking cancer immunotherapy strategy, which can shrink tumors and increase survival in mice harboring certain cancers resistant to treatment. https://t.co/dSXZEnk08v— MSU College of Osteopathic Medicine (@MSU_Osteopathic) June 22, 2022
خبرات مختبرية متراكمة لأكثر من 20 سنة
تابع الضامن: هناك خبرات مختبرية متراكمة لأكثر من 20 سنة مع النواقل الفيروسية التي نصنعها بهدف تطوير علاجات جينية ومناعية للسرطان والأمراض المعدية، ونطور كذلك فيروسات معدلة وراثيًا لاستخدامها كلقاحات علاجية ووقائية للسرطان والأمراض المعدية".
ومضى يقول: "طورنا في الفترة الأخيرة علاجًا جينيًا لقتل السرطان باستخدام فيروس "Ad-SLAMF7-Fc" صنع خصيصًا لتثبيط عمل البروتين المثبط SLAMF7 في خلايا الـT cells، بهدف قتل الخلايا السرطانية وزيادة الذاكرة المناعية ضد المؤشرات السرطانية داخل الأورام باستخدام نماذج الفئران لسرطان القولون وسرطان الجلد، أظهرنا أنه يمكننا التحكم في نمو الورم وزيادة البقاء على قيد الحياة في الفئران المصابة بهذه الأورام".
منع انتشار الورم عن طريق تنشيط جهاز المناعة الفطري
أشار الضامن إلى أن الدراسة أثبتت أنه يمكننا تحفيز السيطرة ومنع انتشار الورم عن طريق تنشيط جهاز المناعة الفطري، مشددًا على أن التقدم في أبحاث السرطان وفهم عمل الجينات وترابطاتها الجزئية أدى إلى تحسينات كبيرة في معدلات البقاء على قيد الحياة.
وأوضح أن اليوم، هناك الملايين نجوا من تشخيصهم بسبب الأطباء والعلماء الذين كرسوا حياتهم المهنية إلى هذا الهدف.
وقال إن العمل جارٍ بالفعل على تصميم تجارب مستقبلية تركز على دراسة وفهم عمل جينات محفزة لعمل الخلايا التغصنية البلازمية "pDCs" في الأورام كهدف محتمل آخر مناسب لتسخير الخلايا المناعية في البيئة الميكروية للورم Tumor microenvironment.
اكتشاف مركبات كيميائية ذات صفة كيميائية دوائية
من جهة أخرى، كشف الضامن عن تعاونه مع إحدى الشركات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي في وادي السيلكون في ولاية كاليفورنيا لاكتشاف علاجات جينية ومناعية، إذ يهدف هذا المشروع إلى اكتشاف مركبات كيميائية ذات صفة كيميائية دوائية تمكنها من تحفيز عمل بروتينات وجينات معينة في خلايا جهاز المناعة.
ونوه بأنه يعمل حاليًا على استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ودمج أحدث ما توصل إليه علم الفيزياء والكيمياء الحيوية لغرض اكتشاف مركبات كيميائية ذات صفات دوائية لها القدرة على الارتباط بالبروتينات المستهدفة، لغرض تحفيز أو منع عمل هذه البروتينات داخل خلايا جهاز المناعة في الكتل السرطانية.
وقال: "لا تزال الأبحاث مستمرة في هذا المشروع، وهدفنا هو تجربة مركبات داخل وسط حيوي "فئران التجارب" والتعاون مع شركات الأدوية لتطوير هذه المركبات واستخدامها كعلاج مناعي ضد السرطان في المستقبل".
اهتمام بتدريب باحثي المستقبل في المختبر
ويشغل الضامن إلى جانب مهامه، منصب نائب مدير الأبحاث في كلية الطب في الجامعة، وأشرف على 5 طلاب في مرحلة الدكتوراة، وطالبين في مرحلة الماجستير، وأكثر من 15 طالبًا في مرحلة البكالوريوس، كما يستقبل بعض المتدربين لمدة 8 أسابيع من المرحلة الثانوية، بحكم اهتمامه بتدريب باحثي المستقبل في المختبر، محفزًا إياهم بأن صناعة العالم تحتاج وقت طويل.
كما شارك في 15 مؤتمرًا على مستوى العالم، وعضوية عدد من اللجان الاستشارية في الجامعة تعمل على تطوير الأبحاث وتبادل الخبرات مع باحثين في دول مثل مصر والبيرو.