تختلف الآراء والتحليلات المستمرة للخبراء والساسة، عن دوافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شن الحرب على أوكرانيا.
دوافع بوتين حائرة بين حماية من يتحدث الروسية بشرق أوكرانيا، ومنع التغلغل الغربي في كييف الجارة، فضلاً عن إسقاط حكم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكن هل هناك دافع آخر غير مُعلن؟
خلال خطاب بوتين أمام الحشود في سانت بطرسبرج، احتفالاً بذكرى كسر حصار لينينجراد عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية، تعهد بإنهاء الصراع في أوكرانيا بانتصار روسي "حتمي".
انهيار الاتحاد السوفيتي
لفت الزعيم الروسي الانتباه عندما وصف شرق أوكرانيا بأنها "الأراضي التاريخية" لروسيا، مؤكدًا أن موسكو اعترفت بخسارتها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، لكن عليها الآن العمل لحماية المتحدثين بالروسية هناك.
كلمة بوتين أثارت الشكوك مجددًا حول نيته في ضم أراضي شرق أوكرانيا، في خطوة لاستعادة الأمجاد القديمة لبلاده، فهل ينجح في ذلك خاصة مع ضعف موقف كييف في المعارك مؤخرًا؟
#روسيا تكثف قصف مناطق شرق #أوكرانيا#اليوم pic.twitter.com/oTG600cJ86— صحيفة اليوم (@alyaum) January 22, 2023
أوضح بوتين أن قراره بإرسال قوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير الماضي نظرًا للحاجة إلى حماية المتحدثين بالروسية، وكذلك متابعة "نزع السلاح" من أوكرانيا لمنع الدولة المجاورة من تشكيل تهديد لروسيا.
جمهورية لوهانسك الشعبية
رغم هدف روسيا المُعلن، أكدت رسميًا في سبتمبر الماضي ضم 4 مناطق في شرق أوكرانيا، بعد أكثر من 6 أشهر من بدء الحرب على جارتها.
روسيا زعمت أن أكثر من 85% من الناس في جمهورية لوهانسك الشعبية المعلنة ذاتيًا، وجمهورية دونيتسك الشعبية، وكذلك أجزاء من منطقتين تحت سيطرة قواتها "خيرسون وزاباروجيا" صوتوا ليصبحوا جزءًا من روسيا.
التحركات الروسية للسيطرة على الشرق الأوكراني ليست وليدة الحرب، فسيطرت موسكو على أجزاء من منطقتي لوهانسك ودونيتسك، ودعم الكرملين حكومتين انفصاليتين في هذه المنطقة، المعروفة باسم دونباس، منذ عام 2014.
مناطق شرق أوكرانيا
منطقة دونباس موطنًا لنحو 6.5 مليون شخص قبل الحرب، من إجمالي 43 مليون في أوكرانيا، المنطقة التي كانت معروفة في السابق بإنتاجها الصناعي ومناجمها للفحم، غادر أغلب سكانها وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين.
لا تزال روسيا غير مسيطرة بشكل كامل على أي من المناطق الأربع، لكنها تركز معاركها الآن للتوسع في باقي مناطق شرق أوكرانيا لزيادة تعزيز نفوذها، فهل ينجح الدب الروسي في مهمته؟
سوليدار "مدينة الملح".. لماذا تريد روسيا السيطرة عليها؟ وما أهميتها الاستراتيجية؟ https://t.co/9zBeoau46M pic.twitter.com/alqO03mEHm— صحيفة اليوم (@alyaum) January 14, 2023