يستمر ضعف الطلب في السوق العقاري الأمريكية، إذ تؤثر أسعار الفائدة والتضخم على المستهلكين، وتلقي بظلالها على عمليات البيع والشراء ومعدلات التأجير كذلك، وفق ما ذكر موقع "آب جوبز نيوز" الأمريكي.
وقال الموقع، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه: "لم يصب التراجع فقط منازل الأسر، التي تأن تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية، بل شمل ذلك فئات العقار المختلفة، حيث كان ديسمبر 2022 هو الشهر الرابع على التوالي الذي تباطأت فيه معدلات الإيجارات".
25 % انخفاضا في أسهم صناديق الاستثمار العقاري
وأثار تباطؤ السوق قلق المستثمرين بشأن مستقبل صناديق الاستثمار العقاري العقارية الشهيرة، مثل "كامدين بروبيرتي تراست"، الذي انخفضت أسهمه بنسبة 25٪ أو أكثر منذ العام الماضي. لكن يقول محللون إن أسعار أسهمه الهابطة ليست بالضرورة علامة على وجود مشاكل في المستقبل. فما تزال الصناديق العقارية المتخصصة في امتلاك وتطوير وتأجير العقارات نشطة بوجه عام. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى محفظتها من أصول الدرجة الأولى في الأسواق ذات النمو المرتفع.
وقادت شركة "صن بيلت" الطريق لنمو الإيجارات والطلب على مدى العقد الماضي في مدن مثل تامبا وأورلاندو في فلوريدا وأتلانتا ودالاس وفينيكس وأوستن و تكساس، التي تشهد نموًا قياسيًا ثابتًا على أساس سنوي. لكن مع ذلك، فهذا المعدل من الطلب قد يشهد حالة من الهدوء خلال ٢٠٢٣.
وأدى نشاط البناء القوي في السنوات القليلة الماضية إلى عدد أكبر من عمليات التسليم أكثر من متطلبات السوق.
إشغال مرتفع
ما تزال جميع صناديق الاستثمار العقاري تتمتع بإشغال مرتفع بشكل استثنائي اعتبارًا من أوائل 2023، ووصل متوسط معدل الشغور للعقارات متعددة العائلات إلى 5.7٪.
ووفقًا لتقارير الأرباح الأخيرة، فإن معدل الشواغر في المدن وصل 3.4٪ فقط ، وفي صندوق "إم إم إيه" وصل إلى 4.2%، وصندوق "إنفايشن هومز" 2.9٪.
زيادة الإيجارات
على الجانب الآخر، تستمر الإيجارات في الزيادة، فاعتبارًا من الربع الثالث من 2022، شهدت كامدن و"إم إم إيه" نموًا في معدلات الإيجار المجمعة لعقود الإيجار الجديدة والمتجددة بنسبة 14٪ على أساس سنوي، بينما شهد صندوق شركة "إنفايشن هومز" زيادة في معدلاته المجمعة بنسبة 10٪.
لكن النمو المكون من رقمين الذي شهدته الإيجارات في السنوات الأخيرة لم يكن مستدامًا، وكانت مسألة وقت فقط قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها.
تباطؤ النشاط
يرى العديد من المستثمرين أن التباطؤ هو علامة خطر، لكن جميع الأسواق التي تعمل فيها هذه الشركات تقريبًا تواصل تسجيل نمو إيجابي في الإيجارات، لكن بوتيرة أبطأ من ذي قبل.
ومن المتوقع أن يستمر سوق الإيجار في التباطؤ حتى 2023 وما بعده، ما يعني أنه يجب على المستثمرين اتباع نهج طويل الأجل عند شراء أسهم هذه الصناديق العقارية.
ولكن لا يزال هناك طلب كبير على المنازل، وذلك نظرًا لسعرها الملائم وعوائد توزيعات الأرباح الجذابة في نطاق 2-3٪.