DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«مسام» ينقذ مدارس يمنية من مخاطر الألغام

«مسام» ينقذ مدارس يمنية من مخاطر الألغام
«مسام» ينقذ مدارس يمنية من مخاطر الألغام
مشروع مسام نجح في تأمين المدارس باليمن من خطر الألغام - اليوم
«مسام» ينقذ مدارس يمنية من مخاطر الألغام
مشروع مسام نجح في تأمين المدارس باليمن من خطر الألغام - اليوم

حنين وشوق وحزن يسكنون قلوب الكثير من أطفال اليمن، ممن استحوذت الألغام على مدارسهم وحرمتهم منها على غرار مدرسة الشعب عكاد في تعز.

بسبب الألغام عانت عدة مدارس يمنية شللًا تامًا، إذ عزف عنها طلابها وكوادرها التعليمية وبات يرى فيها أولياء الأمور مقابر لأجساد أطفالهم وأحلامهم، حتى جاء المدد الإنساني لمسام فضخت فيها دماء الحياة مجددًا وعادت إلى سائر عهدها.

وبمناسبة اليوم الدولي للتعليم، سلط عارف القحطاني، مشرف فرق مسام في تعز، الضوء على الدور الكبير والفعال الذي أداه مسام لإنقاذ المدارس اليمنية من جائحة الألغام.

وقال القحطاني: كثرة زراعة الألغام بعشوائية فجة أثر كثيرًا على المدارس بمحافظة تعز، أثر بدوره على الطلاب والعملية التعليمية بأكملها، إذ تسرب العديد من هذه المدارس المنكوبة بعلب الموت، بالإضافة إلى نزوح الكادر التعليمي إلى المحافظات.

سلط عارف القحطاني، مشرف فرق مسام في تعز - اليوم

زراعة ألغام مموهة في المدراس محاكية لأقلام وألعاب أطفال

نوه القحطاني بأن ما يزيد على 107 طلاب وطالبات عانوا إصابات متفرقة بسبب حوادث ملغومة مأساوية، وتعمدت الميليشيات زراعة ألغام مموهة في المدراس محاكية لأقلام وألعاب أطفال، ما تسبب في إصابة العديد من الطلاب ووفاتهم في أحيان كثيرة بسبب هذه الفخاخ الملغومة المهلكة.

كما أوضح أن الكثير من المدارس في محافظة تعز عانت انتشار الألغام فيها مثل مدرسة "الشعب عكاد" في جبل حبشي، وأنجز الفريق 22 مسام إنجازات إنسانية كبيرة في هذه المدرسة، إذ اكتشف العديد من الألغام والعبوات الناسفة والقذائف التي لم تنفجر بعد، وكذلك مدرسة قطيبة ومدرسة شهيد الزبيري في جبل حبشي ومدرسة الثورة في الميعارف ومدرسة عقبة بن نافع في صالة، وكذلك مدرسة إبراهيم ابن عقيل في مديرية صبر الموادم، إذ زرعت في كل هذه الفضاءات التربوية الألغام في المدارس نفسها ومحيطها والطريق المؤدية لها.

أولياء الأمور أحجموا عن إرسال أطفالهم إلى المدارس

قال القحطاني إن هذه الألغام أعاقت العملية التعليمية، ما دفع بعض أولياء الأمور إلى الإحجام عن إرسال أطفالهم لها، خوفًا عليهم من أخطار الألغام، وتعامل مشروع مسام بمهنية عالية واستجابة كبيرة أمام هذا الوضع الإنساني الحرج، إذ نجح في تأمين العديد من المدراس المزروعة بكثافة عالية بالألغام.

وعبر القحطاني عن فخره بمشروع مسام، ووصفه بأنه مشروع مستدام على الصعيد الإنساني، ويجب أن يظل ويستمر في هذه المهمة التي نجح فيها إلى أبعد الحدود، فما زالت محافظة تعز وعدة مناطق يمنية أخرى في حاجة ماسة إلى المدد الإنساني النبيل لهذا المشروع، لتعود الحياة برمتها إلى طبيعتها على الصعيد الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي.

محمد حسان سعيد نائب مشرف التربية في مديرية جبل حبشي - اليوم

دمار كبير سببته الألغام في الفضاء التربوي الحيوي

في هذا السياق، قال محمد حسان سعيد نائب مشرف التربية في مديرية جبل حبشي: الزيارة الميدانية التي قمت بها مؤخرا إلى مدرسة الشعب عكاد جعلتني أقف على حجم الدمار الذي ارتكبته الألغام في هذا الفضاء التربوي الحيوي الذي تهاوت أجزاء كبيرة منه، وفُقد فيه العديد من الطلاب والمربين حياتهم والبعض الآخر أطرافهم في حوادث مأساوية تفطر القلوب.

وأوضح أن المناشدات العاجلة التي أُطلقت إلى فرق مسام العاملة في المنطقة، أتت أكلها سريعًا، ووجدت تجاوبًا سريًا وفعالًا من هذه الفرق التي هبت إلى إنقاذ الأرواح البريئة من الطلاب والتربويين الذين يعملون في مدرسة الشعب عكاد، فبنوا سورًا بعد مسح منطقة المدرسة لعزل المنطقة الخطرة عن بقية المساحة التي يرتادها الطلاب للدراسة، لضمان استمرار العملية التعليمية في كنف الأمان والسلامة، حتى إتمام عملية التطهير الكاملة لهذه المنطقة.

ورفع محمد حسان أسمى عبارات الشكر والتقدير إلى مدير عام مشروع مسام وسائر أسرة هذا المشروع، وقال: "كل الشكر والامتنان إلى رجل الخير والعطاء أسامة القصيبي وإلى عناصر مشروع مسام المثابرين الذين ضحوا وما زالوا من أجل تأمين حياة اليمنيين من الألغام، ومن أجل إنقاذ المدارس من سجون الألغام وإعادة الحياة إلى الحركة التعليمية التي هي عماد نماء الشعوب وازدهارها".

شكر مشروع مسام على جهوده في تأمين مدارس اليمن من الألغام

بمناسبة اليوم الدولي للتعليم، وجد العديد من اليمنيين الفرصة سانحة لشكر مشروع مسام على جهوده الرائدة في تأمين المدارس في اليمن من غزو الألغام، وإعادة الأمان إلى هذه الفضاءات التربوية الحيوية من الموت الملغوم الغادر.

وعبر الطالب سامح فارس وهو يتذكر ما كانت عليه مدرستهم قبل جائحة الألغام، عن حجم حزنه، قائلًا: "لقد كانت مدرستنا حلوة وجميلة، كبيرة تتسع للجميع كقلب الأم تمامًا، كنا نحسها أمًا لنا، وكنا بين أحضانها آمنين مطمئنين لا نعرف الخوف البتة، لكن حينما حدث الانفجار الملغوم في بعض فصولها تغير كل شيء، فزملائي هرب بعضهم والبعض الآخر ترك الدراسة ومنهم من فقد أطرافه.

وأضاف: صرنا نخاف باستمرار من الذهاب إلى مدرستنا التي كنا نحبها جدًا، نخاف أن نهلك بسبب هذه الألغام، ونحن ندعو للفرق التابعة لمشروع مسام التي تعمل على تخليص مدرستنا من الألغام أن يتموا مهمتهم الطيبة وهم سالمين، ونقول لهم إننا ندعو لهم بالسلامة ونتحرق شوقًا لتعود لنا مدرستنا معافاة من الألغام.

الطالب سامح فارس - اليوم

فقد 3 أصابع من يده بسبب انفجار لغم

كما قال الطالب هادي عبد الفاضل إن والده كان يرفض ذهابه إلى مدرسة الشعب عكاد، بعد أن علم أن بها ألغامًا كثيرة لأنه كان يخاف أن يفقده بسببها، وقال: "حرمتني الألغام من مدرستي وصرت أكتفي بالجلوس في البيت دون دراسة، وحينما أرى حتى على التلفاز أطفالًا يذهبون سعداء إلى مدارسهم ويجلسون في صفوفهم أتألم، فأنا أحب مدرستي كثيرًا، وأبي يصر على ألا أذهب بعد أن رفعت جسمًا صغيرًا في أحد أرجاء المدرسة وأنا ألعب، وفقدت بسببه 3 أصابع من يد واحدة، ومنذ هذا الحادث زاد رفض أبي لذهابي لمدرستي وهذا يحزنني كثيرًا".

واستدرك هادي عبد الفاضل قائلًا: "اليوم أنا سعيد جدًا بعد أن أمنت فرق مسام المدرسة من الألغام، واصطحبني أبي إلى مدرستي وعدت مع رفاقي ندرس ونلعب كما كنا في السابق، فشكرًا لمسام الذي أعاد لنا مدرستنا الحبيبة آمنة من الألغام".

معاناة الطلاب وأهاليهم قبل قدوم فرق مسام لتطهير المدرسة من الألغام

قال عبده القاضي عبده الفاضل، والد الطفل هادي، من منطقة النويهان بجبل حبش بمحافظة تعز: "انفجرت الألغام في مدرسة الشعب عكاد في صباح العيد، وخفنا كثيرًا على أطفالنا، وأنا شخصيًا منعت طفلي من الذهاب إلى المدرسة، فهادي أمسك صاعقًا في ساحة المدرسة، بينما كان يلعب به انفجر بين يديه، فبترت 3 أصابع منها".

كما شرح عبد القاضي معاناة الطلاب وأهاليهم قبل قدوم فرق مسام لتطهير المدرسة من الألغام وقال: "عانينا خوفًا كبيرًا على أبنائنا، وتألمنا كثيرًا لمنعهم من الذهاب إلى المدرسة.

وأضاف أنه تراجع عن قرار منع ابنه من الذهاب إلى المدرسة بعد قدوم فرق مسام وتأمينها مدرسة أطفالهم من الألغام، وقال: "فرق مسام عملت بجد وضمير إنساني عال في مدرستنا وحررتها من الألغام، وعادت آمنة مجددًا بفضل تضحيات مسام، ونحن مدينون لهذا المشروع بالخير".