شهد العام الماضي عددًا من الإضرابات العمالية في بريطانيا، والتي من بين منظميها كان الممرضون، الذين أضربوا أكثر من مرة خلال السنة الفائتة، ولا يزالون في مسلسل احتجاجهم حتى الآن.
الإضرابات التي تزامنت مع ظروف اقتصادية عصيبة تمر بها المملكة المتحدة، تفجرت تعبيرًا عما يعانيه العاملون بالقطاع الطبي من ظروف مادية صعبة، نتجت عن تدني رواتبهم على مدار السنين الماضية، بحسب ما تورده شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
إضراب التمريض
تخطط طواقم التمريض في المملكة المتحدة لتنفيذ إضراب في الـ6 من فبراير المقبل، احتجاجًا على رواتبهم المتدنية.
وسيكون الإضراب القادم مجمعًا، برعاية عدد من النقابات المهنية التي تشمل التمريض وسائقي الإسعاف، والذي سيضع الحكومة في مأزق كبير، حين تتعطل الخدمة الصحية بشكل شبه كامل، بحسب ما تورده صحيفة الـ "جارديان" البريطانية.
ويتهم عاملو الصحة البريطانية رئيس الوزراء ريتشي سوناك بالتعنت أمام مطالبهم، ففي حين يرون أن وزير الصحة يصطف بجانبهم، فإنهم يرون سوناك واقفًا ضد الاستجابة لمطلبهم بتحسين ظروف معيشتهم المادية.
إضراب سائقي الإسعاف
دخل سائقو الإسعاف في بريطانيا في إضراب جديد أمس، بحسب ما تورده هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وقرر المسعفون أنهم لن يقدموا خدماتهم خلال الإضراب، إلا إلى الحالات الحرجة التي تستدعي نقلًا سريعًا بسيارات الإسعاف إلى المستشفى، أما الإصابات العادية فهي خارج نطاق عملهم خلال الإضراب، حتى تستجيب الحكومة لمطالبهم المتمثلة بشكل أساسي في زيادة أجورهم، والتي تأثرت بشكل كبير خلال جائحة كورونا وبعد الحرب الروسية الأوكرانية.
"These were the people that were put out there in the pandemic when we didnt have a vaccine.. people were dying, NHS workers died, & I think its a national disgrace that we are not giving these workers a proper pay rise"@UniteSharon from @UniteSharon this morning. Well said. pic.twitter.com/P4Bpxj2bYQ— Saul Staniforth (@SaulStaniforth) January 23, 2023
وفيما تعاني البلاد موجة طقس سيئ، فإن معدل الإصابات ترتفع خلال الأيام الحالية، إذ يزيد البرد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والتهابات الصدر، إضافة لما تحصل من حوادث لبعض الأشخاص وكسور بسبب الانزلاق على الجليد.
الأمر الذي يزيد الطلب على خدمة الإسعاف خلال الوقت الحالي، ما يعرض وزارة الصحة البريطانية لأزمة حقيقية، ما بين الاستجابة لطلبات المسعفين التي يضغط تطبيقها بشدة على الميزانية المتأثرة بالفعل، وما بين تركهم يستمرون في الإضراب مع كل ما يتسبب فيه من مشاكل للمرضى الذين يحتاجون للإسعاف.
I'm here this morning in Chorley with our @unitetheunion #Ambulance members. A responsible @GOVUK would be getting around the table for real talks with the unions and get the current #NHSCrisis sorted with a wage deal that matches workers’ expectations. #WherIsRishi pic.twitter.com/BLjtijmKcv— Sharon Graham (@UniteSharon) January 23, 2023
إضراب منتظر من الأطباء
تنتظر بريطانيا أيضا إضرابًا جديدًا في مارس المقبل، وهذه المرة من تنظيم الأطباء المبتدئين.
وعبر رابطة أطباء المستشفيات البريطانية، استطاع الأطباء الشباب إجراء استفتاء حول تنظيم الإضراب المقبل، وبالفعل صوت الغالبية العظمي من المشاركين لصالح الإضراب، وكانت نسبتهم 97%، وفق ما تنقله صحفة "إندبندنت" البريطانية.
وفي نهاية شهر فبراير سيتحدد عدد المشاركين في الإضراب، من أصل مجموع الأطباء المبتدئين في البلاد، والبالغ عددهم 45 ألف طبيب.
وحتى الوصول لذلك التوقيت لا يزال أمل الأطباء قائمًا باستجابة الحكومة البريطانية لمطلبهم، بتحسين أجورهم وظروفهم المعيشية، وفي حال لم ينفذ ذلك فإنهم يهددون بمغادرة البلاد، ما سيضع النظام الصحي البريطاني أمام مأزق الانهيار.
وفي سبيل الخروج من تلك الأزمة حاول المتحدث باسم وزراة الصحة البريطانية طمأنة الأطباء بزيادة رواتبهم خلال العام الحالي، وتنقل صحيفة "إندبندنت" عنه أن أجورهم ستزيد في مارس المقبل، وهو الشهر المقرر خروجهم للإضراب فيه.