أوضح المختص النفسي دكتور عبد الله الوايلي أن (البارا سيكولوجي) وهي الدراسة التي تهتم بخبرات الإنسان لا يمكن للعلم أن يفهمها، إذ أن علم النفس يرى بأنها ظاهرة وليست من العلم في شيء لأن العلم يعتمد على جانبين هما التجربة وتحويل النتيجة إلى أرقام.
في حين أن (الباراسيكولوجي) يناقش ظواهر كثيرة جدًا وموجودة في حياتنا الاجتماعية وذلك من خلال جانبين مهمين هما: أولاً أن المخ يتلقى معلومات من قنوات ومصادر أُخرى غير الحواس الخمس.
خبرات الإنسان
بين الوايلي أنها تتمثل في خمسة أشياء وهي: التخاطب وهو عبارة عن اتصال ذهني مثلاً بينك وبين شخص آخر كأن يكون لديكما نفس الفكرة، معرفة الشيء بعد حدوثه: عندما تذكر الأم مثلاً بأن أبنها مرض أو حدث له شيء وهي بعيدة عنه ولكن إحساسها القوي قال لها ذلك، والسيكو متري مثل أن تعطي أحد من أثرك حتى يُخبرك بما سيحدث لك كقراءة الفنجان وغيرها.
المساحات الصامتة والتأثير النفسي
أشار الوايلي أن الطاقة النفسية من المساحات الصامتة وتتحول إلى طاقة حركية مثل (الشعوذة أو ألعاب خفة اليد)، إذ أن في مخ الإنسان أشياء تُسمى المساحات الصامتة وممكن أن تنشط وتتلقى معلومات أُخرى من مصادر وقنوات غير الحواس الخمس.
وأضاف "وفي المقابل عندما نناقش ما يحدث حالياً من إثارة للرأي العام والتأثير النفسي المباشر والغير مباشر على العامة من خلال التكهنات السلبية ووضع فرضيات مرضية أحيانًا، وتوقعات مرعبة متعددة ومختلفة حول الحرب العالمية الثالثة وهذا أمر مكرر للأسف الشديد، فإننا حتماً نقف هنا على حقيقة مفادها بأنها (الشائعة) وهي موجودة منذ الأزل حيث تنمو وتتنامى في ظل الجهل الإنساني والرغبة الملحة في تصديق ما يُسمع وما يُقال".
تعاريف علمية للشائعة
وزاد: "لعل من المناسب أن نوضح مفهوم الشائعة حيث أن لها تعاريف علمية وإجرائية كثيرة ومتنوعة منها أنها عبارة عن (خبر أو مجموعة أخبار مظللة وزائفة وغير حقيقية تنتشر في البيئة الاجتماعية بشكل سريع حيث يتناقلها العامة بطرق مختلفة اعتقاداً منهم بأهميتها وصحتها).
وقال: ولتوضيح أهمية الشائعة أكثر فإنها في الحقيقة تعتمد دائماً على 3 مكونات رئيسية تثبتها الأخبار الشيقة والمذهلة إثارة الفضول عدم وجود المصادر الموثوقة ولذلك فإنها جزء لا يتجزأ من حياتنا الاجتماعية بل أن معظم ما يتداوله الناس من معلومات وما يتعاملون به يعتمد على الشائعات بل ويهدف إلى المبالغة والترويج، ولذلك فإن (٧٠ ٪) من الأخبار المتداولة تفشل حتى وإن انتشرت لأنها تُروى بعدة طرق مختلفة وبالتالي تتجرد من مصداقيتها حتى وإن تركت آثار سلبية لدى البعض مؤقتًا.
الإثارة أولًا وأخيرًا
وذكر: ومن هذا المنطلق فإن أصحاب الشائعات يعملون على الإثارة أولاً وأخيراً دون حساب للعواقب كما يهدفون إلى الكسب المادي والمعنوي سواءً كانت أهدافهم مرحلية أو مستقبلية (أي أهداف قصيرة المدى كإشاعة كأس العالم في قطر وأنه لن يُقام بسبب الحرب، أو أهداف بعيدة المدى كارتفاع سعر البترول وعدم انخفاضه مع قادم الأيام بسبب الحرب أيضاً).
واستطرد: ووفقاً لتلك الرؤية فإن هذه الشائعات السلبية للأسف تهدف عادة إلى إحداث حراك اجتماعي مُربك ومثير للناس لأن المجتمع هو الذي يصنعها بنفسه خاصة فيما يتعلق بالأحداث المنتظرة والمرتقبة وهذا ما توضحه الصورة الحالية في وسائل التواصل المختلفة من ترقب لاندلاع حرب عالمية جديدة، علماً بأن ما يتم تداوله من شائعات هو امتداد لما تم من قبل عبر السنوات الماضية مع الدول التي تدخل في صراعات سياسية.