خليجي 25 رسالة قدَّمها العراقيون بمثابة استفتاء لشعب قال كلمته القوية الواضحة المعبِّرة عن أن بلد الرافدين جزءٌ لا يتجزأ من الخليج العربي، رغم محاولات بعض الميليشيات الذهاب بحضارة بابل لموقع لا ينتمون له، وثقافة لا تعبِّر عن توجّهات العراقيين الأصلية، وأعني بذلك المدّ والثقافة الفارسية.
هذه الرسالة الرياضية في ظاهرها، والسياسية في جوهرها، عبَّر عنها أبناء البصرة، وكل محافظات العراق، بأن العروبة هويتهم، والخليج منطقتهم، ورفع رئيس الوزراء العراقي السيد/ السوداني، هذه الرسالة بصوتٍ مرتفعٍ في كلمته، عندما قال: (الخليج العربي)؛ لترتفع بعدها أصوات العداء من الإيرانيين الواهمين بأن العراق لهم، بسيلٍ من الانتقادات لعدم ذِكره (الخليج الفارسي).
لقد أدرك العراقيون أن دول الخليج إخوة لهم، لا يريدون إلا عودة بلدهم للنماء والازدهار والتطور، وهذا ديدن قادة الخليج وشعوبهم تجاه كل ما هو عراقي في الرياضة وغيرها.
فرحة أبناء العراق بوجود المنتخبات الخليجية على أرضهم، وكرم أهل البصرة، رغم ضيق اليد وفرحتهم بالتواجد الخليجي (أسمع من به صمم) بأن العراق خليجي وعربي الهوية والثقافة والتقاليد والعادات، رغم ما عاناه هذا البلد من تخريب ومؤامرات على يد الجارة إيران، التي تقابلهم بوجه، وتطعنهم بوجهٍ آخر.
خليجي 25 استفتاء نجح فيه العراقيون بأن خيارهم الخليج العربي، وهذه العبارة بالذات لا تجعل الإيرانيين ينامون على وسادة الراحة؛ لأنهم طوال الـ40 عامًا الماضية، حاولوا وفشلوا في النيل من هذا المصطلح كمسمى وكواقع؛ لتأتي دورة الخليج في البصرة؛ لتؤكد المؤكد، وتذهب الأفكار الشريرة لمزبلة التاريخ، وترسم للعراق والعراقيين نهجهم العربي الذي طالما حلموا به، وعملوا من أجله.
العراقي خليجي عربي، وكان إيمان قادة وشعوب الخليج بهذا البلد العريق والشعب الأصيل لم يتزعزع، رغم المحاولات الشريرة من النزعة الفارسية لهدم عراق العروبة.
المملكة العربية السعودية، التي ساهمت في رفع حظر استضافة العراق للاستحقاقات الرياضية، والتي بدأت قبل جائحة كورونا بالذهاب إلى البصرة، ولعب مباراة تاريخية بين المنتخبين السعودي والعراقي، كانت بمثابة بث الروح من جديد للعراق رياضيًّا، ومنها توالت المحاولات الجادة حتى نجح العراقيون في استضافة خليجي 25.
مبروك لبلاد الرافدين لقب خليجي 25، ومبروك نجاح البطولة، ومبروك لشعب العراق الذي ساهم في أكبر حضور جماهيري لدورات الخليج في تاريخها فرحتهم بالاستضافة والفوز، وإلى الأمام.
@EssaAljokm