أكبر فرص نجاح الأعمال تأتي من خلال منظومة تشمل وضع الإستراتيجية المناسبة، والاستدامة، والنظر إلى المستقبل؛ لأن ذلك يعني قراءة عميقة للمتغيرات والتوقعات، وحين يحدث ذلك فإنه يعكس جهدًا علميًّا إلى جانب الخبرة والاستفادة من تجارب الآخرين من خلال نقل المعرفة وتوظيفها فيما يتم التخطيط له لكي ينجح على الصورة المُثلى والطموحة.
ما يتم من تخطيط في مختلف القطاعات والمجالات بالمملكة يمضي على هذا النحو، ولله الحمد؛ لأن كل قطاعات الدولة تعمل وفقًا لمستهدفات الرؤية الوطنية التي تنتهي بنا إلى مستقبل يتناسب مع تطلعاتنا على المدى البعيد، بحيث تتحقق الريادة في كثير من المجالات، ومع عمليات مثل نقل المعرفة من خلال الشركات والمؤسسات الدولية، فذلك يعني مزيدًا من الفرص للنمو والتطور والازدهار.
مع قدوم مزيد من الشركات الكبرى بمقارها الإقليمية في الرياض، فإن فعالية دولية كبيرة مثل استضافة إكسبو 2030 إنما هي انعكاس لطموحات مستقبلية تعزز الاستفادة من التجارب ونقل المعرفة وتأسيس منظومة داعمة للتطور على المدى البعيد، وما قدمته المملكة من عرض لهذه الاستضافة التي تتزامن مع اكتمال برامج ومشاريع ومبادرات رؤية السعودية، فلا شك في أننا سنكون حينها في قمة العالم «بإذن الله».
ذلك المعرض الدولي الضخم لا يمثل مجرد فرصة استثمارية يتم فيها تتويج منجزاتنا الوطنية، وإنما بناء مستقبلي للعاصمة والمملكة، واقتصادنا الوطني، وفتح القطاعات أمام تجارب جديدة، خاصة أن الشعار هو (معًا نستشرف المستقبل)، مع ثلاثة مواضيع فرعية هي: غد أفضل والعمل المناخي، والازدهار للجميع، والطموح هو تمكين مليار شخص من تحقيق التفاعل مع الفعاليات عبر تقنيات حديثة للتواصل والحضور ورؤية المعرض.
يُمثل إكسبو فرصة لدخول الزمن السعودي ومستقبل المملكة ورؤية كثير من التطورات التي تدعم نمو القطاعات، وتقدم بلادنا إلى العالم في صورة جاذبة ومزدهرة تعكس كثيرًا من رسائلنا التنموية، خاصة أنه سيتم استثمار مبالغ ضخمة لتحويل الخطط إلى حقيقة وواقع نتطلع إلى أن يشارك فيه العالم أجمع عبر استثمارات حيوية تدفع عجلة الاقتصاد إلى مرحلة أكثر تقدمًا، خاصة إذا ما نظرنا إلى البنية التحتية العملاقة التي تشهدها الرياض والمملكة، وتمثل إضافة نوعية لما ينبغي أن يكون عليه المستقبل السعودي.