هل سألت نفسك لماذا يقوم بعض الأشخاص بإنجاز الأعمال الموكلة إليهم في زمن قياسي، بينما يصعب على الكثيرين تأدية العمل نفسه في ذات الوقت، وربما استغرق العمل منهم أيامًا لإتمامه على الوجه المطلوب.
إن الإجابة عن هذا التساؤل تكمن في التعرف على سمات الشخصية التي تضع الخطط الإستراتيجية لليوم، وتحدد الأولويات والمواعيد والمشروعات الهامة، وتقوم بمراجعة خطة اليوم في الصباح الباكر أو في الليلة التي تسبقه، ونستطيع أن نقول إن الحاجة للإنجاز والرغبة فيه تعتبر عاملا هاما للعمل والتميز بدلًا من العمل لساعات طويلة لإنجاز أعمال بسيطة.
إن الإنجاز يعتبر مصدرا رئيسيا وأساسيا لتحقيق الرضا لصاحب الشخصية المنجزة والتي تمكنهم من استثمار الطاقات الضخمة من أجل تحقيق مزيد من النجاحات في وقت قصير.
ومن أهم الأساليب المتبعة التي تتيح لك أكبر الفرص للإنجاز نجد أن التناسق والسلاسة والقدرة على تنظيم الأعمال من أهم ما يصف أي عملية تجعلك تتحرك بخطوات متسارعة نحو اكتمال الأعمال، وحتى تتحرك وتنجز في العمل لا بد أن يكون لديك التخطيط، ووضع الأهداف والدوافع الذاتية إلى تشعر تجاهها بمشاعر قوية راسخة ويتردد صداها في أعماق كيانك بصورة قوية بالقدرة على إنجاز المطلوب بالشروع الفوري في تنفيذ خطتك الأساسية في العمل من وقت تكليفك به، والشخصية المنجزة عندها سلسلة من الأحلام ولا تعرف طعم الراحة حتى تصل إلى غايتها وعندها شغف الإنجاز الذي يسيطر على تفكيرها ليصبح غاية في رحلة الوصول إلى الهدف المطلوب، ولكي تتعاظم نتائجك، فحينما تعمل لا بد أن تعمل بجد وأن تخصص وقتا محددا للعمل، وأن تتصور الصورة الكاملة لأمور فيسهل عليك تنفيذ خطة عملك قصيرة المدى.
إن كل مَن يتمتع بشخصية مبادرة وقوية ويشعر بأن لديه التزامًا شخصيًّا قويًا تجاه المؤسسة أو الشركة التي يعمل فيها يعتبر من أنجح الشخصيات القادرة على التغيّر والبلوغ لأقصى درجة من درجات التقدم والإنجاز، وحتى تتابع تقدمك وتعرف إذا كنت قادرًا على تحقيق التقدم من عدمه لا بد أن تركز ولا تعمل أكثر من شيء في وقت واحد أو أن تؤجل عمل اليوم إلى الغد، فهذا لن يمكنك من الرؤية الواضحة أو يعطيك العزيمة والنشاط لإنجاز ما هو مطلوب منك، وهنا يجب أن تتعرف على ذاتك إذا كنت معتادًا على تأجيل الأمور من عدمه.
إن تأجيل الأعمال يصيبك دون أن تشعر بمزيد من القلق وقد يوجد من يلحّ عليك ويطالبك بسرعة الانتهاء من أعمالك، وبطريقة أو بأخرى لا بد حتى تقلع عن عادة التأجيل أو التسويف والتي عادة ما تقف عقبة في طريق مستقبلك لا بد أن تأخذ على نفسك عهدًا بأن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي تترك فيها الأمور تسير على هذا النحو، فالأمر لا يستحق كل ما سببه لك من ضغوط وتوتر، وأن تعلم أن هناك فرقا كبيرا بين من يحلم ومن يستيقظ في الصباح الباكر لتحقيق حلمه، وفي النهاية نرى أن الشخصيات المنجزة هي أشخاص لها فضل على البشرية كلها فكل الأدباء والمبدعين والمخترعين هم في الأساس شخصيات منجزة حلمت، فوصلت إلى أهدافها، وحققت أحلامها بنتائج ملموسة على أرض الواقع.
وخلاصة القول نستطيع أن نقول إن التعرف على أهم الأنشطة التي سوف تدفعك للأمام نحو تحقيق أهدافك يعتبر من أهم ما يجعلك تتقدم بخطوات متسارعة نحو الإنجاز كذلك توسيع مداركك، وزيادة معارفك عن طريق القراءة والدورات التدريبية وغيرها من أهم الوسائل النافعة التي تشحن طاقتك وتخلصك من التوتر والضغوط التي تعيق تقدمك نحو الإنجاز.
@Ahmedkuwaiti