بالفريج التراثي، بين جوانح قلعة أمانة الأحساء، وضمن مهرجان تسويق تمور الأحساء المصنعة "ويا التمر أحلى 2023" الذي تنظمه الأمانة بالتعاون مع شركائها بقلعة الأمانة التراثية، اعتاد الزوار رائحة البخور الأحسائي الذي يصل عبقه عبر مسافات بعيدة، نظرًا لتميزه.
وقال أحمد الجدي "متخصص في صناعة البخور لأكثر من 31 عامًا"، إن بخور الأحساء تعد من موروثاتها الأساسية؛ فكان أغلب أهل الأحساء يصنعون البخور في بيوتهم بشكل ذاتي، من خشب العود وخشب الصندل وسكر النبات والمسك والزعفران، وما زالت هذه العادة موجودة لدى أغلب الناس، وما زال بخور الأحساء متصدرًا ومطلوبًا.
وأضاف: "أهل الأحساء متميزون بصناعة البخور، وكان أغلبهم يصنع تركيبة البخور الخاصة به، والتي تميزه ويُعرف بها حتى من خلال الدخول في الفريج، أو شم رائحة البخور، فكان يعرف البيت الذي يخرج منه البخور؛ بسبب تركيبته التي حافظ عليها في صناعة البخور".
عبق التراث بروح عصرية
بيَّن الجدي: "حرصت أن تظل تركيبات البخور بجودتها القديمة، وأضفت إليها أنواعًا جديدة من العطور الفرنسية، لتناسب ذوق الجيل الجديد، وتدفعه لتقبل القديم، رغم أننا ما زلنا نحافظ على التركيبة القديمة، ويتضح ذلك عندما تشم رائحة البخور في البداية، تستنشق رائحة العطر الفرنسي، ومن ثم يعود البخور القديم، ثم يختم بالعود".
وقال: "لأن الأحساء اشتهرت بالبخور، أطلقت على البخور الخاص بي أسماء مواقع ومعالم وبلدات وأحياء مشهورة في الأحساء؛ مثل الفريج الشرقي، فريج النعاثل، الفريج الشمالي، قصر إبراهيم، ميناء العقير، دروازة الكوت، سوق القيصرية، جبل القارة، جبل الشعبة، محاولة لمزج نجاح المنتج بأسماء هذه المواقع وغيرها؛ إذ تعمل أيضًا في البخور".