انهالت علي وعلى أبناء جيلي التهاني بعيد ميلادنا (1/7) يوم الإثنين الماضي، ما درى أصحاب تلك التهاني بأن آخر اهتمام جيل ما يطلق عليه مجازا (جيل الطيبين) أعياد الميلاد وما يصاحبها من باقات ورود وقوالب كعك.
وهذا الأمر يتكرر مع بداية شهر رجب من كل عام، حيث تنهمر الرسائل و(النكات) اللطيفة والظريفة يصاحبها بعض (الطقطقة) الإيجابية والتي بدورها ترسم بسمة طيبة على محيا من يتلقاها من الطيبين وغيرهم!!
ومن لديهم حسابات على منصات التواصل الاجتماعي يلحظون كثرة التهاني بعيد الميلاد في هذا اليوم في السعودية فقط، ولا استبعد مستقبلا أن يحتفل محرك البحث العالمي (غوغل) بيومنا المحلي 1/7! من الطرائف في هذا الموضوع ما ذكره مستشار وزير الصحة السابق الأخ فيصل الزهراني، يقول عندما كنا مجموعة من طلاب أرامكو المبتعثين في الثمانينيات للولايات المتحدة، لاحظ موظف الجوازات بأن عيد ميلاد المجموعة واحد، سألهم ما هو الهدف من زيارتكم لأمريكا، أجابه أبو مروان للدراسة، فرد عليه وهل من متطلبات الابتعاث أن يكون ميلادكم في هذا اليوم.. لم يعلم الموظف (حكاية) التاريخ الموحد!
بعد هذا الموجز عن عيد الميلاد 1/7، أقف عند مفردة (الطيبين) التي أتحفظ عليها، ويبقى رأي قد يتفق معي من يتفق وقد يختلف من يختلف، لأن الطيب وكل صفة سواء كانت صفة حميدة أو صفة ذميمة لا ترتبط بجيل بعينه، ولا بزمن محدد، ففي كل الأزمان الطيب والقبيح، الأمر الآخر في مديحنا للجيل المكافح الجيل الذي عاصر العديد من الأحداث وما زال شاهد عيان على مراحل تطور بلادنا، كيف كانت وكيف أصبحت، فيه ذم غير مقصود لهذا الجيل، فعندما نقول راح جيل الطيبين، نجد العقل الباطن يتساءل، وهل رحل الطيبون وبقي جيل (الأشرار)!؟
اجتهاد شخصي في إيجاد مبرر عن مصدر إطلاق هذا اللقب (جيل الطيبين)، ربما أتت التسمية من عدة عوامل، منها لأنه جيل عصامي، جيل بنى أغلبهم نفسه بنفسه من عدم، وفوق هذا كان داعما للآباء أيام الطفرة، وداعما للأبناء بعد غيابها، والشواهد كثيرة في هذا الجانب.
فيما يخص التعليم، كان للمدرس هيبة واحترام عند طلابه داخل المدرسة وخارجها، لم يكن هناك مصدر للمعرفة والمعلومة كما هو اليوم سوى المعلم، كانت مجالس الأجاويد في القرى والأحياء والهجر التي يجتمع فيها الكبار والصغار بمثابة مدارس علمية وعملية، يستقي منها روادها من ذلك الجيل الحكم والقيم والمبادئ، كان كبير السن في ذلك الزمن أبا للجميع كان يأمر وينهي وأحيانا قد يعاقب بالضرب لمن يحيد عن (الجادة)، ولم يجد من يعترض من الآباء على ضرب أبنائهم والحياة سالكة على ما يرام دون تعقيد، كانت حياة طيبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، عكست طيبها وطيبتها وبساطتها على الناس بمختلف فئاتهم، فكانت النتيجة وجود جيل الطيبين.. وسلامتكم.