يستمر «حزب الله» في خطته المُحكمة لتجويع اللبنانيين مع تدهور العملة مقابل الدولار الأمريكي، مما يُنذر بأن الفوضى الشعبية باتت قريبة والأعظم آتٍ.
ويواصل «حزب الله» سياسته في تحويل لبنان إلى دولة فاشلة، عاجزة، تخلو من الحدّ الأدنى لمقومات العيش، فعمّ الفساد على مؤسسات الدولة، وساد الفراغ الرئاسي وأدخل مجلس الوزراء في نفق العجز، وحوّل البرلمان النيابي إلى هيئة ناخبة، مهمتها انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
شروط «حزب الله»
يبدو أن الأمر سيطول لحين الرضوخ لـ«حزب الله» بانتخاب رئيس جديد للجمهورية على شاكلة الرئيس الأسبق ميشال عون.
ويؤكد المراقبون أن هنالك خطة مُحكمة يديرها «حزب الله»، فانهيار العملة تزامن مع قرار مدعي عام التمييز غسان عويدات؛ بإخلاء سبيل كل الموقوفين في قضية انفجار مرفأ بيروت، الذي أتى كرد مباشر على قاضي التحقيق في القضية القاضي طارق البيطار، الذي تجرأ وادعى على مسؤولين تابعين للحزب.
ولفتوا إلى أن الأمر لم ينتهِ هنا، ففي المشهد السياسي أعلن رئيس «تيار المردة» الوزير السابق سليمان فرنجية من بكركي ترشحه للانتخابات الرئاسية بشكل غير مباشر، مما يؤكد أن هنالك تسوية سياسية وفق شروط «حزب الله» تلوح في الأفق تؤكد أن حظوظ فرنجية للوصول إلى قصر بعبدا باتت مرتفعة.
الاحتلال الإيراني
رئيس لقاء «سيّدة الجبل» النائب السابق فارس سعيد، أكد في تصريح لـ«اليوم»، أن «حزب الله دفع باتجاه انهيار العملة اللبنانية من أجل محاولة التوصل لانتخاب رئيس يديره هو، وتزامنت الفوضى الأمنية في البلد مع إعلان فرنجية ترشيحه للرئاسة من بكركي».
وشدد على أن «الوضع المتردي في لبنان هو نتيجة سياسية، فليس هنالك من أزمة معيشية أو قضائية ومالية أو مصرفية، بل هنالك أزمة سياسية تتشعّب عنها كل الأزمات».
واستدرك سعيد قائلًا: «هذه الأزمة معروفة بأن لبنان غير مستقل وهو محتل من قِبَل إيران»، وتابع: «هنالك احتمال كبير اليوم بأن يأتي رئيس جديد للجمهورية على شاكلة ميشال عون، خصوصًا بعد الفوضى التي دخلنا بها اليوم».
تعطيل لبنان
من جهته، جزم رئيس المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان النائب السابق مصطفى علوش، في تصريح لـ«اليوم»، بأن «الأمور ذاهبة باتجاه المزيد من عدم الاستقرار، ومع ترشيح فرنجية يوحي حزب الله وحلفاؤه بأنهم قادرون على تأمين النصاب القانوني لانتخابه رئيسًا للجمهورية».
وأوضح أنه غير مقتنع بقدرتهم على فعل ذلك، قائلًا: «الوضع الأمني والمعيشي يوحي إلى الأسوأ، كما أن هنالك ضغطًا شعبيًّا وقد يستغل (حزب الله وحركة أمل) الوضع من أجل إيقاف التحقيق في قضية انفجار بيروت، والذهاب نحو إنتاج حكومة وانتخاب رئيس».
وختم علوش بقوله، كل هذه الأمور تشكل ضغطًا كبيرًا جدًّا على الأوضاع الاقتصادية - الاجتماعية، ولكنني مقتنع بأن «حزب الله» لن يذهب باتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية من دون تأمين التوافق مع الكتل المسيحية النيابية.
