يترقب الغرب دخول الدبابات التي تبرعت بها دول من حلف شمال الأطلنطي "الناتو" للجيش الأوكراني، لدخول الحرب أمام روسيا، كعامل حاسم للمعركة، بينما يرى خبراء عسكريون أن الآمال المعقودة على تلك الخطوة مبالغ فيها.
وبحسب تقرير تحليلي، نشره موقع شبكة "سي إن إن"، فإن أولئك الذين يأملون في أن يكون للدبابات القتالية التي تبرع بها "الناتو لأوكرانيا تأثير فوري في حربها مع روسيا، قد يضطرون إلى تعديل توقعاتهم.
الدبابات التي تأتي ربما استعدادًا لهجوم أوكراني مضاد في ربيع هذا العام، ناشدت كييف الغرب قبل شهور للحصول عليها، ما جعلها تبدو كأمل كبير في حسم المعارك، واستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وخلال الأيام القليلة الماضية تأكد حصول كييف على شحنات دبابات تشالنجر 2 البريطانية، وليوبارد الألمانية، وأبرامز الأمريكية.
توقعات "غير متفائلة"
بحسب التحليل، فإن أكثر التوقعات تفاؤلًا تقول إن دخول الدبابات إلى ساحة المعركة بأعداد كبيرة سيستغرق أشهر، لإحداث فرق كبير، بينما في حالة دبابات أبرامز، قد يستغرق الأمر أكثر من عام، قبل أن تتمكن أوكرانيا من نشرها.
وربما يدلل على ذلك تصريحات نائبة السكرتير الصحفي للبنتاجون، سابرينا سينج، أن الولايات المتحدة، والذي قالت فيها إن واشنطن ليس لديها هذه الدبابات متوافرة بكميات زائدة في مخزونها، مضيفة أن الأمر سيستغرق شهورًا لنقلها إلى أوكرانيا.
الدبابات المنتظرة بساحة الحرب الأوكرانية.. كيف تُغير دفة المعارك؟ https://t.co/8isJLD17EW #اليوم pic.twitter.com/fjumykx8l3— صحيفة اليوم (@alyaum) January 26, 2023
التدريب مهمة شائكة
وبحسب التقرير، فإن دبابات القتال الرئيسية الحديثة تعد قطع أسلحة معقدة، وفعاليتها في ساحة المعركة يعود إلى الأنظمة الإلكترونية المتطورة في تصميمها، إذ تعثر هذه الأنظمة على الأهداف، وذلك يتطلب التدريب.
أمر آخر يزيد من تعقيدات الاستخدام، إذ تتطلب صيانة تلك الدبابات وإصلاحها وتزويدها بالأجزاء اللازمة، إلى تدريب تفصيلي يخضع له أطقمها.
وقال نيكولاس دروموند، محلل الصناعات الدفاعية المتخصص في الحرب الميدانية والضابط السابق في الجيش البريطاني، إن تدريب الجنود الأوكرانيين على دعم أي دبابات، يكاد يكون أكثر أهمية من نوع الدبابة نفسها التي يستخدمونها.
وأضاف "دروموند" إن الدبابات الألمانية "ليوبارد" صُممت ليجري صيانتها من قبل المجندين، مما يمنحها ميزة على أبرامز وتشالنجر، واللتين تتطلبان إرسال فنيين محترفين للصيانة.
وقال إنه نظرًا لأن المجندين لديهم وقت أقل للتعلم خلال فترة ارتدائهم الزي الرسمي، فإن تصميمًا أبسط مثل ليوبارد يساعد في تقليل فرص أخطاء الصيانة.
كارثة "أخطاء الصيانة"
ذكر التقرير أن عدم الحصول على الصيانة بشكل صحيح، قد يؤدي إلى كارثة في ساحة المعركة.
ويؤكد مارك هيرتلنج، المحلل العسكري في "سي إن إن"، والذي قاد ذات مرة الفرقة المدرعة الأولى في الجيش الأمريكي، ويعرف جيدًا مركبات "أبرامز" وقدراتها ونقاط ضعفها، إن إبقاء الدبابات جاهزة للمعركة لا يعني فقط تدريب أطقمها، ولكن أيضًا أن يدعمها كل شخص في سلسلة التوريد.
وقال على تويتر: "أولئك الذين يقولون (فقط أعطهم الدبابات اللعينة)، من المحتمل أنهم لا يعرفون كيف تسير الأمور في ساحة المعركة، ففي الأعمال القتالية، القليل من الأخطاء يؤدي لكارثة، قد تتحول تلك الدبابات القاتلة لمجرد علب فارغة لا تتحرك ولا تطلق النار".
Those saying "just give them the damned tanks!" have likely never seen the choreography to making this work on the battlefield.
And those saying "Ukraine has already incorporated other things, they can do this too!" I'd only say I've seen US units- at our training centers...6/ — MarkHertling (@MarkHertling) January 24, 2023
استفزاز روسيا
بينما تنتظر أوكرانيا الدبابات الحديثة، من غير المرجح أن تقف روسيا مكتوفة الأيدي، إذ قال معهد دراسة الحرب (ISW) ، إن موسكو ربما تستعد لشن هجوم في منطقة لوهانسك بشرق أوكرانيا، والذي سيشهد تركيزًا على القوات الروسية التقليدية، بدلًا من قوات مجموعة فاغنر المتعاقد عليها التي كانت تعمل هناك.