ألم نشعر يوما بأن كلماتنا التي نتفوه بها هي من تصنع يومنا أو جزءا من يومنا؟ لم يلفت انتباهك يوما بالصدفة قلت أشعر بأن اليوم ممل وطويل وحصل ذلك! نعم إنه الجزاء من المنطق.
بمعنى أدق كل كلمة تطلقها يجب أن تدرك معناها، فالكلمات هي من تصنع حياتك، كلما قلت خيرا وأحسنت الظن بالله ورفعت من استحقاقك بنفسك فستجد مطلبك بين نصب عينيك، وعكس ذلك صحيح، فكلما أطلقت كلمات وطاقات سلبية حولك فلوهلة ستجد كلماتك صنعت حياتك، ببساطة «من تمارض مرض، ومن تفاقر افتقر، ومن تذلل ذل، ومن تهاون هان، ومن اعتز عز، ومن استحصن حصن، ومن استعصم عصم». ومثالا أقرب لو رددت دائما بأنك تود النجاح والحصول على معدل مرتفع يرسل ذلك إلى عقلك الباطني فمن تلقاء نفسك ستجد أنك تعمل وتسعى لتحقيق ذلك، ويعود الأمر كله إلى العقل الباطني للإنسان عندما تطلق الكلمات سلبية كانت أم إيجابية، فيجب أن تدرك أن هناك يوجد من يخرن كلماتك دون أن تشعر وهو العقل الباطني، فكل ما تقوله يخزن في العقل الباطني، وتبدأ تعيشه ويشغل حيزا في حياتك.
لذلك نقول عقلك الباطني هو حصيلة مدخلاتك، فالخيار بين يديك بأن تجعل مدخلاتك إيجابية أم سلبية، فعقلك يخزن ما تمليه عليه نفسك.
لن تتعلم هذا الأمر إلا عندما تطبقه على ذاتك، فمثل ما تنتبه لحديثك وكلماتك مع الآخرين يجب أيضا أن تنتبه لحديثك وكلماتك مع ذاتك، فالذات تتأذى دون أن تشعر، تظن أنها حياتك، ولكن عندما تنظر للأمر من بعيد ستدرك أن هذا ما أمليته على ذاتك هذا هي مدخلاتك، فالنفس أسيرة للعقل، لذلك لم يفت الأوان بإمكانك تجديد كلماتك مع ذاتك ومدخلاتك لعقلك.