غالبا نسعى لتحقيق نهج المسؤولية بكافة أصنافها، وفقا للمهام التي تلقى على عاتق كل فرد ومؤسسة، وفي دائرة المسؤولية الاجتماعية نستحدث العديد من المفاهيم التي لطالما تعزز من توجهات المجتمع نحو صناعة الفكر المستدام القائم على التنمية، لذلك جاءت انطلاقة ملتقى المسؤولية الاجتماعية 2023، تحت رعاية وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي، حيث يتطلع إلى تأصيل العمل المجتمعي، مع التأكيد على رصد التجارب النموذجية لذلك المجال ونشره بطرق مختلفة بين القطاعات كافة.
المسؤولية الاجتماعية أحد مرتكزات التنمية المستدامة، وفرصة للحصول على ابتكارات بشرية منظمة من أجل تقديم كل ما ينتفع به الآخرون من مبادرات وبرامج وأنشطة قادرة على ترسيخ الصورة الذهنية للعمل الاجتماعي، والعمل على رسم خريطة طريق تحاكي توجهات المجتمع وتوطيد العلاقات بين المؤسسات والأفراد، لا سيما أن هناك أشكالا متعددة للمسؤولية الاجتماعية منها الإنسانية، والبيئية والاقتصادية وغيرها، فجميعها تسهم في تفاعل مع الجمهور، اعتمادا على المبادئ الاجتماعية ذات القيمة المؤثرة، مما يضمن نشر الوعي والثقافة ضمن سياسات تكافؤ الفرص مع خدمة الاقتصاد وكافة عناصر البيئة.
تعزيز المسؤولية الاجتماعية وإنشاء قيمة لها، ما هو إلا وسيلة لجذب ومشاركة القطاعات، فالكل يسعى لترجمة أهدافه بطرق مختلفة وهدف واحد، بتنوع للمبادرات وتحفيز المواهب وتكاتف الجهود لخلق بيئة أكثر إنتاجية بأذرع إيجابية، وذلك من منطلق حاجة المؤسسات والمجتمعات لذلك، فهناك حملات وأنشطة قادرة على إيصال الهدف، وفي حال تطلعنا إلى الهدف الاقتصادي فإننا سندرك أن الاستثمار الحقيقي يأتي من قدرة الأفراد على تلبية المتطلبات وتفعيل مسارات المسؤولية الاجتماعية.
العديد من الأفراد والمؤسسات ينظرون إلى مفهوم المسؤولية الاجتماعية من زاوية عميقة، معتبرين أنها وسيلة قادرة على ربط عناصر المجتمع ونشر سلوك مؤثر ينعكس فعليا على مؤشرات الأداء العام سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي، علاوة على جوانب أخرى لها ارتباط مباشر في القدرات الاقتصادية ومدى تناميها، مما يضمن استثمارات فاعلة وحراكا واعدا، مما يتعين على الجميع الحفاظ على التوازن لكافة عناصر البيئة الرامية إلى دعم المجتمع وركائزه، وصولا إلى ما يسمى بإستراتيجية المسؤولية الاجتماعية.