أشارت مجلة "بوليتيكو" إلى تسارع التوترات النووية في شبه الجزيرة الكورية بشكل واسع، إثر التصريحات الأخيرة لسيول.
وبحسب مقال لـ"إيفو دالدر"، السفير الأمريكي السابق لدى حلف شمال الأطلنطي (ناتو)، بعث رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول تحذيرًا نوويًا، معلنًا في وقت سابق من هذا الشهر أنه إذا تفاقمت المشكلات بينه وبين جارته الشمالية، ستدخل بلاده أسلحة نووية تكتيكية أو تبنيها بمفردها.
أجراس الإنذار
أوضح السفير السابق أن تحذيره يجب أن يقرع أجراس الإنذار في واشنطن وعواصم الحلفاء في جميع أنحاء أوروبا وآسيا.
ومضى يقول: جاء تصريح يون، الذي أكد أنه لا يشكل سياسة رسمية، ردًا على خطاب عدواني للغاية من قبل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في ديسمبر.
وأضاف: بعد عام اختبرت فيه كوريا الشمالية عددًا أكبر من الصواريخ من جميع النطاقات مقارنة بأي فترة 12 شهرًا سابقة، أعلن كيم أن بيونغ يانغ ستبدأ الإنتاج الضخم للأسلحة النووية التكتيكية، مما يؤدي إلى زيادة هائلة في ترسانة البلاد النووية.
تجربة سابعة
وأردف إيفو دالدر: لن تكون مفاجأة إذا قرر إجراء تجربة سابعة للأسلحة النووية هذا العام.
وبحسب السفير الأمريكي السابق، فالحقيقة هي أن كوريا الشمالية دولة مسلحة نوويًا، ولديها عشرات الأسلحة والقدرة على إطلاقها على نطاقات قصيرة ومتوسطة وطويلة، بما في ذلك صواريخ قادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن الدبلوماسية لن تحد من إمكانات بيونغ يانغ النووية.
جهود متعددة
واستطرد الكاتب: على مدى العقود الثلاثة الماضية، قادت الولايات المتحدة جهودًا متعددة، بالتنسيق مع الدول الأخرى ومن خلال دبلوماسية القمة الثنائية، لإقناع قادة كوريا الشمالية المتعاقبين بتنفيذ تعهد عام 1991 بنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة.
وأردف: لكن لم يكن هناك اتصال دبلوماسي جاد مع بيونغ يانغ منذ الاجتماع الفاشل الذي عقد بين كيم والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل 4 سنوات.
وأضاف: بدلًا من ذلك، فإن التوترات النووية في شبه الجزيرة تتسارع بشكل كبير، حيث يعمل يون الآن على التصعيد قليلًا.
قلق سيول
أوضح إيفو دالدر أنه نظرًا إلى التهديد المتزايد للصواريخ النووية الكورية الشمالية، كان يون يرسل رسالة إلى واشنطن مفادها أن سيول تشعر بقلق متزايد بشأن مصداقية الالتزام الأمني للولايات المتحدة.
ولفت إلى أن جزءًا من القلق ينبع من صدمة سنوات ترامب، حيث شكك الرئيس الأمريكي السابق مرارًا وتكرارًا في الحاجة إلى الإبقاء على قوات في كوريا، أو حتى الحفاظ على التحالف الأمني نفسه.
بيئة متغيرة
وتابع الكاتب: لكنّ جزءًا منه يأتي أيضًا من البيئة الأمنية المتغيرة، ليس أقلها حقيقة أن الولايات المتحدة الآن عرضة لهجوم نووي من كوريا الشمالية.
وأوضح أن هذا الضعف يثير سؤالًا مألوفًا منذ فترة طويلة للحلفاء الأوروبيين، حول ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للتضحية بسياتل لإنقاذ سيول عندما تواجه احتمال الانتقام النووي.
معضلة لواشنطن
وأضاف إيفو دالدر: أوضح يون في بيانه أن أفضل طريقة لضمان أمن كوريا الجنوبية هي تعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة، ومنع الحرب في المقام الأول، مقترحًا إعادة الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية التي سحبتها واشنطن من كوريا الجنوبية في عام 1991، ومع ذلك، فقد أبقى على احتمال أن تطور كوريا الردع النووي الخاص بها، إذا فشل ذلك.
ولفت إلى أن واشنطن تدرك تمامًا المعضلة التي قد يسببها ذلك.
وختم دالدر قائلًا: كان أحد أسباب احتضان واشنطن لتحالفات دفاعية والتزامها بتوسيع مظلة نووية للحلفاء في أوروبا وآسيا في المقام الأول، إقناعهم بالاعتماد على الأسلحة النووية الأمريكية للدفاع عنهم بدلًا من تطوير أسلحتهم النووية.