يعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية للأمن السيبراني قادرة على تحديد التهديدات والتخفيف من حدتها بسرعة، لكنها تحتاج إلى الإشراف والدعم المناسبين حتى تكون فعالة، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة وبدقة، وأتمتة العمليات، والتكيف مع التهديدات الجديدة، وتوفير النطاق والسرعة اللازمين للحماية من الهجمات السيبرانية وخدع الهاكرز، وتحديد الانتهاكات المحتملة قبل حدوثها، وفق ما ذكره موقع "إين بريس واير" الأمريكي.
وقال الموقع، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه: "مع استمرار تطور مشهد الأمن السيبراني، يظهر الذكاء الاصطناعي (AI) كأداة قوية بشكل متزايد لحماية أمن الشركات والمؤسسات من التهديدات السيبرانية."
ومع اعتماد المزيد من الشركات للتقنيات الرقمية مثل الحوسبة السحابية وتطبيقات الهواتف المحمولة، يزداد تعرض الشركات للمخاطر بشكل أكبر.
وأصبح قراصنة العالم أيضًا أكثر تعقيدًا في اختراقاتهم، حيث باتوا يستخدمون أنظمة أكثر حبكة وتعقيدًا أو حتى يستندون إلى الذكاء الاصطناعي المضاد لاختراق مناطق الحماية السيبرانية، وهو ما قد ينتج مواجهات بين ذكاء اصطناعي وآخر.
أمن سيبراني أكثر كفاءة
أمام كل هذا، ومع تكرار السلوك البشري المهاجم عبر الإنترنت، يجعل هذا تدابير الأمن السيبرانية التقليدية أقل فعالية من السابق، ما أدى ذلك إلى قيام العديد من المؤسسات باستخدام حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي للدفاع عن نفسها ضد هذه التهديدات المتقدمة.
وتقدم التقنيات الجديدة التي تعمل وفق خوارزميات الذكاء الاصطناعي العديد من المزايا مقارنة بالتقنيات التقليدية لدرأ المخاطر.. فأولاً، يمكن للذكاء الاصطناعي اكتشاف حالات الاختراق الشاذة داخل الشبكات بشكل أسرع بكثير من البشر، لأن هذا الذكاء يعالج كميات هائلة من البيانات في غضون ثوانٍ.
ثانيًا، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدد أنماط البيانات التي قد تشير إلى نشاط ضار، مما يسمح للمؤسسات بالاستجابة بسرعة وكفاءة أكبر.
كما أن قدرات التشغيل الآلي للحلول المستندة إلى الذكاء الاصطناعي تلغي الحاجة إلى التدخل اليدوي في مهام معينة، مثل تحديثات البرامج أو عمليات التصحيح، والتي غالبًا ما تستغرق وقتًا وموارد ثمينة.
انتشار أنظمة الذكاء الاصطناعي
بدأت المنظمات في جميع أنحاء العالم بالفعل في استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتشهد نتائج واعدة في تعزيز الأمن وتحسين الكفاءة التشغيلية نتيجة لذلك.
على سبيل المثال، أعلنت شركة "مايكروسوفت" الأمريكية مؤخرًا عن شراكة مع شركة "دارك تراس" باستخدام نظام "إنتربرايز إيميون سيستم" لاكتشاف التهديدات السيبرانية المحتملة من خلال تحليل رموز المرور.
وتستخدم الشركة أيضًا الذكاء الاصطناعي لفرز رسائل البريد الإلكتروني الضارة والبرامج الضارة وبرامج الفدية قبل وصولها إلى صندوق الوارد الخاص بالمستخدم.
كما تستخدام الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية لتحسين خدمات الرعاية الصحية المقدمة للمرضى وتقليل الأخطاء الطبية، وكذلك للكشف عن الاحتيال ومنع الجرائم المالية في البنوك.
وكل ذلك يشير إلى توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني خلال السنوات المقبلة.