قالت صحيفة "ذي أوبزرفر" البريطانية، إن مركز الثقل في أوروبا يتحول من غرب القارة إلى شرقها.
وبحسب مقال لـ"جوناثان إيال"، المدير المساعد لشراكات البحوث الاستراتيجية بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، بينما كان المستشار الألماني أولاف شولتس يماطل بشأن إمداد أوكرانيا بالدبابة ليوبارد 2، اكتسبت دول البلطيق وبولندا أرضية أخلاقية.
عقبة كبيرة
وتابع يقول: أخيرًا، وافق شولتس على توريد 14 دبابة ليوبارد 2 إلى أوكرانيا. رغم أن الرقم غير مثير للإعجاب، فقد أزال قراره عقبة كبيرة أمام إعادة تسليح أوكرانيا.
وأردف: أعلنت فنلندا وبولندا والبرتغال وهولندا بالفعل أنها ستنقل بعض دباباتها من هذا الطراز إلى أوكرانيا، كما أن النرويج وإسبانيا ليستا بعيدتين عن الركب.
وأضاف: بالتالي، يمكن أن ينتهي الأمر بأن يكون لدى أوكرانيا وحدة كبيرة من دبابات ليوبارد، مما يوفر لها القدرة على طرد القوات الروسية من مخابئها، مما يعضد قوتها في حرب استنزاف تسمح حاليًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بقتل المدنيين وسحق البنية التحتية الاقتصادية لأوكرانيا بشكل منهجي مع الإفلات من العقاب.
Amid the smoke of war, power in Europe is shifting decisively to the east | Jonathan Eyal https://t.co/KF8piQyVSH— The Observer (@ObserverUK) January 29, 2023
تفكير بالتمني
استطرد المقال: تشير التقارير الواردة من برلين إلى أنه بعيدًا عن الاعتذار عن تردده، يعتقد شولتس أنه نجح في إبقاء حزبه الاشتراكي الديمقراطي موحدًا بشأن مسألة مثيرة للجدل بعمق، لا سيما أنه أقنع واشنطن بتزويد أوكرانيا بدبابات أمريكية إلى جانب الدبابات الألمانية.
وتابع الكاتب: للأسف، الكثير من هذه الرواية تفكير بالتمني، لأنها تتجاهل الانهيار المفاجئ لنفوذ ألمانيا في أوروبا والتحول الاستراتيجي العميق للقارة بسبب حرب أوكرانيا.
المشاركة الغربية
أشار التقرير إلى أن قرار تزويد أوكرانيا بالدبابات يمثل تعميقًا كبيرًا للمشاركة العسكرية الغربية في الصراع.
ولفت إلى أن هذه ليست سوى الخطوة الأولى في العديد من الخطوات التصعيدية الأخرى، التي من المؤكد أن حكومات الناتو ستواجهها في الأشهر المقبلة، بغض النظر عن كيفية تطور الحرب.
ومضى يقول، إذا ثبت أن هجوم الربيع الروسي الحتمي ضد أوكرانيا كان أكثر نجاحًا مما يُخشى حاليًا، فسوف تتزايد الطلبات على توريد الطائرات المقاتلة للقوات المسلحة الأوكرانية، وربما مشاركة أكبر من الناتو في حماية سماء أوكرانيا.
تأخر القرارات
تابع التقرير: بالمقابل، إذا كان الهجوم الأوكراني المتوقع أفضل مما توقعه مخططو الناتو العسكريون، ستثور مسائل مثل تحرير شبه جزيرة القرم المحتلة وخطر لجوء نظام بوتين إلى التصعيد النووي من أجل درء الإذلال التام والانهيار.
وأوضح الكاتب أن ميل شولتس إلى اتخاذ كل قرار استراتيجي بعد فوات الأوان وفقط تحت الإكراه قد أضر بالفعل بشكل خطير بالأمن الأوروبي، لكنه قد يكون كارثيا بالنسبة للخيارات الحاسمة التي تواجه الناتو في الأشهر المقبلة.
واستطرد: لا يوجد تقدير جدي في برلين لمقدار ما ستحتاجه ألمانيا من تكيف مع التغييرات الأساسية، التي حدثت في أوروبا بسبب مذبحة أوكرانيا.
أنباء عن موافقة ألمانيا.. زيلينسكي: أتمنى أن يكون إرسال دبابات ليوبارد حقيقيًا https://t.co/82vywEvRis #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 25, 2023
تحول مركز الثقل
تابع الكاتب: تحول مركز الثقل الاستراتيجي للقارة بشكل حاسم من طرفه الغربي، إذ اعتادت ألمانيا وفرنسا اتخاذ قرار بشأن الأمور، ونحو أوروبا الوسطى والشرقية.
وأردف: طوال الحرب، أجبرت الضغوط من دول مثل دول البلطيق وبولندا برلين على الاختيار، لقد اكتسبت هذه الدول سلطة أخلاقية لأنها كانت أكثر وضوحًا وواقعية بشأن خطر روسيا الإمبريالية، كما أنها تمارس تأثيرًا مباشرًا وعمليًا على عملية صنع القرار في القارة.
Yes, Nato has a new vitality. But its united front could collapse when it has to deal with Russia | Jonathan Eyal https://t.co/pyiGKR4BF8— The Observer (@ObserverUK) July 3, 2022
أحلام قديمة
كما لفت التقرير إلى أن هذا يعني أن بعض الأحلام القديمة حول الترويج لـ "استقلال استراتيجي أوروبي" متميز عن الولايات المتحدة هي أحلام زائدة عن الحاجة.
وتابع: اعترف شولتس بشكل غير مباشر باعتماد أوروبا على الولايات المتحدة الأسبوع الماضي من خلال مطالبته بأن ترافق الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا، وهذا يعني أيضًا أن الخطط الفرنسية الألمانية لدعم تمييز واضح بين البلدان داخل أو خارج مؤسسات مثل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يجب التخلي عنها.