قال الإمام الشافعي:
تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلى.
وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ،
وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد
أقول:
ولكن الفائدة فقط لشركات الطيران..! والفنادق والمقاهي والمطاعم الراقية والملاهي الليلية.
لكن مفردة السفر في تعريف كاتبي الشعر الغنائي والمطربين لم تأتِ قط إلا وجهًا من وجوه الفراق والألم والعذاب لفراق المحبوب. هاكم أمثلة:
يا مسافر وناسي هواك، ليلى مراد.
لمّا نويت السفر، فريد الأطرش.
سافروا ما ودّعوا، ابتسام لطفي.
يا مسافر، طلال المداح.
طال السفر، محمد عبده.
ونسمع عن أثر يقول: السفر قطعة من العذاب، ربما كان ذلك بسبب المشقة والخوف والظمأ، لكن يمكن أن يكون أيضًا في زمننا هذا قطعة من العذاب بسبب التأخير والتفتيش وإلغاء الرحلات، والتدقيق على شخصيات المسافرين.
وقطعة عذاب هذا الزمن هي في اضطراب الرحلات الجوية الطويلة هو مشكلة في النوم يمكن أن تصيب أي شخص يسافر بسرعة عبر مناطق زمنية متعددة.
يملك جسمك ساعته الداخلية الخاصة التي يُطلق عليها النَّظم اليوماوي (الساعة البيولوجية). وتنبه هذه الساعة جسمك بوقت الاستيقاظ ووقت النوم.
يحدث اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؛ لأن ساعة جسمك الداخلية تظل متزامنة مع المنطقة الزمنية الأصلية، ولم تكن قد تغيَّرت بعد، وفق المنطقة الزمنية للبلد الذي سافرت إليه. كلما مررت بمناطق زمنية أكثر، زادت احتمال تعرضك لاضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
وبالمناسبة فالأمريكي يترك بلده ويسافر إلى أوروبا، غالبًا في مجموعات، وهدفهُ الوحيد هو التقاط صور لبرج إيفل في باريس أو برج بيزا المائل في إيطاليا أو لقصر بكنجهام في لندن، ويبذل جهدًا كي يتأكد من ظهور صورته واضحة جلية عند عرضها على أصدقائه وأقاربه وزملاء العمل.
أما الألماني فهو يسافر ليتأكّد من معلومات درسها أو قرأها في كتاب، فعندما يرى جسر لندن في مكانه يضع علامة صح!!. أما السعودي فيسافر كي يحظى بلقاء أصحاب لهم في حياته شأن.
وأما بعض الأسر السعودية فهي تحرص على التقاط صور لموائد الفطور والغداء والعشاء؛ لإرسالها إلى الأصدقاء بواسطة الهاتف النقال؛ لتأكيد أن حظهم كان وافرًا، وأنهم من واسعي الثراء.