مناشدات أوكرانيا بإرسال دبابات الغرب، قوبلت بموافقات وقرارات في الولايات المتحدة وألمانيا، بإرسال عدد من القطعتين العسكريتين أبرامز وليوبارد، ولكن في نهاية المطاف توقَّف كل شيء وقالت وواشنطن وبرلين، إن الدعم سيتأخر لشهور.
إعلان تأخير إرسال الدبابات الداعم للجيش الأوكراني، كان لا بدّ له من سبب، حتى لا يشعر الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي بالتخلي عنه، فهل إعلان إرجاء الدعم له سبب لوجيستي أم أنه تأخير سياسي؟
تردّد ألماني
تُنتج ألمانيا الغالبية العظمى من الدبابات الثقيلة الحديثة في أوروبا ليوبارد 2، وينتشر نحو 2000 منها لدى الحلفاء الأوروبيين وتمتلك ألمانيا جميع تراخيص التصدير الخاصة بهم.
وبحسب تقرير على موقع "بي بي سي"، فإن تردد برلين وسط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، أدى إلى ضغوط هائلة بين الحلفاء الغربيين رغم حرصهم على إظهار شعور قوي بالوحدة في مواجهة العدوان الروسي.
أدى تردد المستشار أولاف شولتس، إلى ظهور انقسام سياسي ألماني، حتى بين ائتلافه الحاكم وحزبه الاشتراكي الديمقراطي.
وشهدت ساحة البرلمان الألماني مظاهرات كبيرة ترفع شعار "حرروا الفهود" في إشارة إلى دبابات ليوبارد 2، بينما يحتدم النقاش بين النواب الألمان حول إرسال الدعم منع عدمه داخل أروقة البرلمان.
الدبابات المنتظرة بساحة الحرب الأوكرانية.. كيف تُغير دفة المعارك؟ https://t.co/8isJLD17EW #اليوم pic.twitter.com/fjumykx8l3— صحيفة اليوم (@alyaum) January 26, 2023
قطاعات ألمانية تتعاطف مع روسيا
يقول تقرير "بي بي سي" إن برلين تشعر بمسؤولية عميقة عن ذبح ملايين الروس خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وفي سياق متصل هناك قطاعات كبيرة من المجتمع الألماني - لا سيما في شرق البلاد الشيوعي سابقًا، تشعر تقليديًا بالقرب من روسيا.
وبحسب منظمات غير حكومية التي ترصد الدعاية الروسية خلال الحرب الجارية، فإن العديد من الألمان غير معصومين من الخطأ.
وفي استطلاع أجري نهاية العام الماضي، قال 40٪ من الألمان المشاركين إنهم يتفهمون لوم الكرملين للغرب على غزوه لأوكرانيا بسبب توسع حلف الناتو العسكري شرقًا.
ليس هذا بحسب، فإن "شولتس" لا يرغب في أن تذهب ألمانيا بمفردها، ولا أن تكون الوسيط المركزي في جبهة القتال بالدبابات إلى أوكرانيا، خاصة وأن يقول الكثير من الألمان يخشون أن يدفع هذا الدعم العسكري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القيام بأعمال عدائية ضد بلادهم.
بموجب شروط عقود التصدير الخاصة لدبابات ليوبارد، فإن موافقة برلين مطلوبة إذا أرادت الحكومات الأخرى التبرع بها إلى كييف.
ويشعر "شولتس" بالقلق من أنه نظرًا لأن دبابة ليوبارد التي تزود كييف تعتمد في الواقع على دعمه ، فإن موسكو ستعتبر أي ضوء أخضر بمثابة تصعيد تقوده برلين، لهذا السبب يريد المستشار الألماني من الولايات المتحدة الموافقة على إرسال دبابات قبل أن يعطي موافقته.
خبير عسكري يتساءل.. هل تحقق الدبابات التي أرسلها الغرب لـ #أوكرانيا أي اختلاف؟ https://t.co/XVA0NvmarB#اليوم pic.twitter.com/2y0WxVhUN3— صحيفة اليوم (@alyaum) January 12, 2023
مخزون أمريكي غير كافٍ
وصدمت واشنطن، الرئيس الاوكراني "زيلينسكي"، بعدما أعلن البنتاجون، أن الجيش الأمريكي ليس لديه دبابات أبرامز متوافرة في مخزونه.
وهذا يعني أن الأمر قد يستغرق شهورًا قبل أن تصل الدبابات التي وصفها الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنها الأكثر قدرة في العالم، إلى أوكرانيا.
وصرَّحت سابرينا سينج المتحدثة باسم البنتاغون للصحفيين: "هذه الدبابات ستتطلب صيانة وتدريب، وسيستغرق ذلك وقتًا طويلاً جدًا للتدريب أيضًا على الأوكرانيين".
وقال مسؤولون إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى عام قبل أن يستخدم الجيش الأوكراني دبابات أبرامز على الأرض في محاولة لاستعادة الأراضي التي احتلها الروس، مع مخاوف من هجوم روسي جديد هذا الربيع.