تتسع الاحتجاجات الإيرانية، فيزداد معها تخبّط «الملالي» باعتقال عدد من رجال الدين لدعمهم الانتفاضة الشعبية المستمرة لأكثر من أربعة أشهر.
وأفادت حملة «النشطاء البلوش» باعتقال رجل الدين مولوي مرادزهي، ولفتت إلى أن مدينة زاهدان التي ترزح تحت إجراءات أمنية وتعسفية، باتت «مشتعلة وملتهبة أكثر من أي وقت مضى».
الاحتجاجات في إيران
بحسب وسائل إعلامية محلّية، كان مرادزهي يتّجه نحو منزله عندما اعترضت أربع سيارات لعناصر الباسيج طريقه واعتقلته، فيما زعمت وكالة أنباء «إيرنا» أن سبب الاعتقال اتهامه بما قالت إنه «تضليل الرأي العام».
واعتبرت وسائل إعلامية بلوشية أن اعتقال مرادزهي علامة على دخول النظام «مرحلة جديدة» لـ«اختبار الشعب البلوشي ومجتمع بلوشستان»، ووصفت ذلك بأنه «يتماشى مع القمع وتهديد الأشخاص الآخرين المؤثّرين الذين يحظون باحترام المجتمع». ولم يتضح أين نُقل الشيخ عبد المجيد مرادزهي بعد اعتقاله وما التهم التي يواجهها.
اعتقالات «سنندج»
في غربي البلاد، اعتقلت السلطات رجلي دين، وذكرت منظمة حقوق الإنسان الكردية «هنغاو» أنه جرى «اختطاف» اثنين من أئمة الجمعة لمدينة سنندج عاصمة كردستان إيران، من قبل قوات قمع الملالي.
ووصفت المنظمة اعتقال الملا إبراهيم كريمي نَنَلَه، والملا لقمان أميني بـ«الاختطاف»، نظرًا إلى عدم وجود مذكرات اعتقال بهذا الخصوص.
والرجلان من أئمة الجمعة في مدينة سنندج، إذ كانا في طريقهما إلى مدينة مريوان، وبعد نشر خبر الاعتقال خرج عدد من أهالي مدينة سنندج إلى الشارع احتجاجًا على الاعتقال، ورددوا شعارات ضد السلطات، وأشعلوا النيران في الشوارع.
تهريب الدولارات
في سياق آخر، هرَّب أحد عناصر ما يسمّى بفيلق القدس، ملايين الدولارات من العراق إلى حسابات قوات الحرس الثوري في إيران، بالتعاون مع سفارة الملالي في بغداد.
ووفقًا لـ «إيران إنترناشيونال»، فإن محمد تجن جاري، المدير المالي للوحدة 400 في فيلق القدس التابع للحرس الإرهابي، قد أودع المبلغ المطلوب في حساب تلك الوحدة بفرع «الشهيد آقا بابائي» لبنك الأنصار، على طريق الباسيج السريع في طهران.
ويدير هذه الشبكة في العراق، المدعو، محمود حسني زاده، أحد العناصر القدامى بالفيلق، بمساعدة مواطنَين عراقيين، والذراع الميدانية لوحدة «حرس الملالي» في العراق يدعى مصطفى باك باطن، وهو موظف في سفارة إيران وعضو بفيلق القدس، ويتلقّى الدولارات من مكاتب صرافة عراقية بعد إصدار شهادة إيداع أموال في طهران.
كما يستخدم الحرس الثوري عناصر في سفارة نظام الملالي الإرهابي للاحتيال على النظام المصرفي العراقي.
يُذكر أن بنوك عراقية أُنشئت فقط للتعامل مع نظام إيران، ما أدَّى إلى ارتفاع سعر الدولار في البلاد، وأثَّر في الشعب العراقي هناك.
الانتفاضة الشعبية الإيرانية
في غضون ذلك، أظهر المؤتمر «العربي ـ الإسلامي» الذي انعقد في بروكسل أخيرًا حضور الانتفاضة الشعبية الإيرانية في الشارع العربي، ووقوف القوى الشعبية العربية إلى جانب خيار التغيير ورفض تدخلات نظام الملالي في دول الجوار.
كما أيَّد المؤتمرون البديل الديمقراطي الذي تقدمه المقاومة الإيرانية ومنظمة «مجاهدي خلق» برئاسة مريم رجوي، المؤتمر الذي نظَّمته لجنة التضامن العربي ـ الإسلامي مع المقاومة، تضامنًا مع الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني، وشارك فيه نواب وشخصيات سياسية وثقافية ونيابية من الدول العربية.
وأكدت رسالة الوفود الشعبية العربية والإسلامية المشاركة، وقوفَ المنطقة على بداية طريق التغيير، وتضمَّنت دعوة صريحة إلى التخلي عن نهج مساومة ومهادنة السياسة العنصرية التي يتبعها نظام الولي الفقيه الذي يحكم باسم الدين.
ولفتوا إلى أن ضحايا نظام الملالي ألقوا الكرة في ملعب المجتمع الدولي، وينتظرون الرد من عواصم المنطقة والعالم.