حذّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) في تقرير جديد، من أن العالم "غير مستعد بشكل خطير" لمواجهة الأوبئة في المستقبل بعد أزمة جائحة كورونا وتفشي فيروس COVID-19 التي ضربته قبل ثلاث سنوات، وأودت بحياة أكثر من 6 ملايين شخص على مستوى العالم.
وقالت منظمة المساعدات الإنسانية في تقريرها عن الكوارث في العالم إن "عديدًا من الدول" لم تكن مستعدة لمواجهة كوفيد -19 وأن "جميع البلدان لا تزال غير مستعدّة بشكل خطير لتفشي المرض في المستقبل".
الحاجة إلى الاستعداد لجائحة جديدة
قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن البلدان "بحاجة إلى بدء الاستعداد الآن، لأن عالمنا أصبح شديد الخطورة".
وحذَّر الاتحاد ليس فقط من تفشّي الأمراض ولكن أيضًا من الكوارث المرتبطة بالمناخ والطقس.
وقال جاجان تشاباجين، الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، في بيان: "ينبغي أن تكون جائحة كوفيد 19 دعوة استيقاظ للمجتمع الدولي للاستعداد الآن للأزمة الصحية المقبلة".
وأضاف تشاباجين: "تتمحور توصياتنا لقادة العالم حول بناء الثقة، ومعالجة عدم المساواة، والاستفادة من الجهات الفاعلة والمجتمعات المحلية لأداء الأعمال المنقذة للحياة".
وتساءل: "1يمكن أن يكون الوباء القادم قاب قوسين أو أدنى، إذا لم تسرّع تجربة COVID-19 خطواتنا نحو التأهب، فماذا سيكون؟".
وفيات غير مسبوقة لجائحة كورونا
توفّي أكثر من 6.8 مليون شخص بسبب تفشي جائحة كورونا العالمية الناتجة عن فيروس COVID-19 في جميع أنحاء العالم، منذ أن بدأ الوباء في أوائل عام 2020، وفقًا لأحدث البيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز.
وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في تقريره إن عدد الوفيات يفوق ما تسبب فيه أي زلزال أو جفاف أو إعصار في التاريخ المسجل.
وذكرت أكبر شبكة استجابة للكوارث في العالم في التقرير إنه بحلول نهاية هذا العام، يجب أن يكون لدى كل دولة خطط محدثة للتأهب للوباء و"يجب أن تراجع التشريعات ذات الصلة لمعرفة ما إذا كانت تحتاج أيضًا إلى التحديث".
ويقول التقرير إن خطط التأهب لمواجهة الأوبئة "يجب أن تتضمّن تدابير ملموسة لتعزيز الإنصاف والثقة والعمل المحلي".
توصيات دولية استعدادًا لجائحة جديدة
بحلول عام 2024، وفقًا للتقرير، يجب على جميع البلدان اعتماد معاهدة جديدة ومراجعة اللوائح الصحية الدولية.
ويوصي التقرير أيضًا أنه بحلول عام 2025، يجب على البلدان زيادة التمويل الصحي المحلّي بنسبة 1% من الناتج المحلي الإجمالي وتمويل الصحة العالمية بما لا يقل عن 15 مليار دولار أمريكي سنويًا.
وقال تشاباجين في التقرير: "بينما كان كوفيد -19 فيروسًا جديدًا يطرح تحديات جديدة، فإن هناك عددًا لا يُحصى من الإجراءات والأساليب المشتركة التي كان من الممكن أن تخفف من آثار الوباء".
وأضاف: "تجدر الإشارة إلى أنه كان بإمكان الحكومات القيام باستثمارات أكبر بكثير في الاستعداد للطوارئ على مستوى المجتمع المحلي".
وتابع: "لضمان عدم تكرار نفس الأخطاء، يجب دمج الدروس الحاسمة من هذا الوباء في القوانين والسياسات والميزانيات والإجراءات الوطنية".