حمل الأسبوع الجاري خبرَين إعلاميَّين كبيرَين، أحدهما سعيد بقرب عودة صحيفة «الحياة» بعد توقف 3 أعوام، والآخر حزين بإغلاق إذاعة BBC العربية. ورغم التناقض في المعنى بين العودة والإغلاق، إلا أن المؤسستين الإعلاميتين البارزتين اتفقتا على مواكبة العصر الرقمي.
«الحياة» أعلنت تحوُّلها بدءًا من يناير 2024 إلى شبكة تواصل اجتماعية، فيما توقفت إذاعة «بي بي سي نيوز عربي» عن البث في الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة الماضي 27 يناير؛ لتتحول «هنا لندن» الشهيرة في الإذاعة إلى صفحة إلكترونية في صيغة بودكاست مع بعض البرامج الإذاعية المختارة على موقع bbc.com/Arabic.
الشبكة الاجتماعية للمؤسسة الأولى ستكون مخصصة «لنخبة القراء والصحفيين العرب، خصوصًا مع بزوغ صحافة المواطن على منصات التواصل الاجتماعي» أي أن صحيفة «الحياة» الدولية قد تتحول إلى منصة رقمية عربية لصحافة الجماهير Citizen Journalism أو ما يشبه «تويتر» ولكن مستخدميه نخب عربية فقط، مع افتراض حفاظها على أرشيفها الصحفي الكبير. بعبارة أخرى يبدو أننا بانتظار نموذج هجين بين صحافة تقليدية ومنصة تواصل رقمية. صحيح أن بيان «الحياة» لإعلان العودة لم يكشف تفاصيل عن النموذج الذي ستظهر به المؤسسة التي تأسست في العام 1946، لكنه دعا المختصين والراغبين في المشاركة في الفترة التجريبية عبر الكتابة والقراءة وتقديم المشورة.
الأكيد أن التغيير الجذري لإستراتيجية الممؤسسات التقليدية بما يتواءم مع ثورة المنصات الرقمية قرار وجودي، لكن التحدي سيبقى في خلق نموذج جديد ومستديم يستطيع تقديم مادة خبرية موثوقة في قالب رقمي يضمن تفاعل الجماهير وفق نمط حياتهم الحديث، فهل تنجح «الحياة» وإذاعة «بي بي سي»؟!