تشرفت بحضور مبادرة (مجتمع أبحاث المياه) الذي عُقد في أحد فنادق الخبر، الخميس الماضي؛ لتوحيد الجهود البحثية والابتكارات التي شارك فيها نخبة من الجامعات السعودية، والجهات والمراكز البحثية في المملكة، وأكثر من 200 خبير وباحث، ومناقشة الأفكار الإبداعية وسبل توحيد الجهود البحثية والعلمية، توزع الحضور إلى مجموعات لنقاش خمسة مواضيع على شكل ورش عمل مستقلة وكانت فرصتي أن تنقلت أثناء تواجدي بين تلك الورش وسعدت بما تم من حوارات أكاديمية وبحثية سادها تبادل الأفكار من خلال نقاشات حول إيجاد الحلول والمقترحات لتقنيات التحلية المستقبلية، تفعيل الطاقة المتجددة والنظيفة من المواضيع التي ستحدث نقلة نوعية في بلدنا، منها كذلك استخدام الأغشية والمواد المتقدمة، الاستدامة البيئية في التحلية، تعدين مياه الرجيع وتطوير عمليات التحلية. من خلال تلك الورش حدد المشاركون في «مجتمع أبحاث المياه» الأطر الرئيسية للتعاون البحثي والشراكات الإستراتيجية والدراسات المشتركة في مجال المياه، نتج عن تلك النقاشات رسم التوجهات البحثية والعلمية المستقبلية في صناعة التحلية، وتمت كذلك مناقشة التقنيات المتطورة والحلول المبتكرة، وسبل دعم الابتكارات والكفاءات للارتقاء بمستقبل هذه الصناعة والتصدي للتحديات التي تواجهها. وأجريت في إطار المبادرة، لقاءات ثنائية وجماعية لمناقشة المقترحات البحثية حول تحسين استدامة صناعة التحلية، وضمان سلامة الإمدادات، وتطوير العمليات التي تساهم في خفض التكلفة الإنتاجية والانبعاثات الكربونية، وخطط الوصول إلى الحياد الصفري، ودعم فرص النمو والابتكار في هذا المجال، وربط تقنيات الطاقة المتجددة مع عمليات التحلية المختلفة، وربط تقنيات إنتاج الهيدروجين الأخضر بعمليات التحلية، وتطبيق تقنيات مختلفة لاستخلاص المعادن والأملاح من الرجيع الملحي.
واستعرضت المبادرة أكثر من 60 مقترحا بحثيا قدمتها الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسة في مجال تقنيات التحلية والطاقة المتجددة. وكجزء من الخدمة المجتمعية التي تقدمها جامعة الملك فيصل.. اقترح المشاركون دعم مبادرة «طلاب الثانوية المميزين» في المسار البحثي، وبحثت «التحلية» والجامعات السعودية سبل تعزيز الشراكة الإستراتيجية فيما بينهم، وتم في هذا الصدد توقيع مذكرة تفاهم بين المؤسسة وجامعة الطائف لتعزيز العلاقات والتعاون في أبحاث المياه ودعم فرص المبتكرين، والتأهيل والتدريب، وتم التفاهم بشأن توقيع خمس اتفاقيات أخرى مع جامعات الملك سعود، والملك فهد للبترول والمعادن، والأمير سطام بن عبدالعزيز، ونجران، وشقراء.
من خلال هذه المبادرة كانت البداية، وسوف تستضيف جامعة الملك عبدالعزيز النسخة الثانية من المبادرة خلال الربع الثاني من عام 2023م وقد تبدأ رحلة الاستضافات بين جامعات المملكة وشركة المياه؛ لما لمثل هذه الاجتماعات والورش من فوائد هامة وحيوية تعود على الجميع بالنفع وتأتي المبادرة التي أطلقتها «التحلية» لتأسيس مجتمع علمي يوحد الجهود للارتقاء بالأبحاث في قطاع المياه، ليشكل حلقة وصل لتوحيد الجهود للابتكار والاستدامة والطاقة المتجددة وتعدين البحار.
كل ما سبق ذكره من نقاشات وبحوث ومبادرات تخص تطوير التحلية بطرق فعّالة مستديمة، وفيما يخص دورنا نحن المستهلكين وسلوكياتنا التي تتأرجح بين الترشيد والإسراف في استخدام المياه عند الأجيال الحالية والقادمة عرضت مقترح عقد اتفاقية بين شركة المياه ووزارة التعليم تهدف إلى توعية الطلاب بهذا الخصوص على الدكتور فهد الحارثي عن طريق زيارات طلاب المدارس ليشاهدوا عملية التحلية المعقدة والمكلفة كيف تتم من خلال مشاهدة عشرات الموظفين والمعدات والمجهودات خلف كل قطرة ماء قبل أن تصل للمنازل! رحَّب الأستاذ فهد بالفكرة، وإن شاء الله هناك لقاء مستقبلي لشرح المقترح وآلية التطبيق بالتفصيل.
@Saleh_hunaitem