أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمس، رفع سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة إلى نطاق من 4.50% إلى 4.75%، لأعلى مستوى له منذ حوالي 15 عاما.
ورفع الفائدة أمس يأتي في أعقاب رفعها 50 نقطة أساس في ديسمبر الماضي في أعقاب أربع زيادات متتالية بمقدار 75 نقطة، ليصل بذلك سعر الفائدة القياسي إلى نطاق من 4.50% إلى 4.75%، وهو أعلى مستوى من عام 2007، أي قبل الأزمة المالية العالمية.
وأكد رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، جيروم باول، أن التضخم في أميركا لا يزال مرتفعاً، وفوق المعدل المستهدف البالغ 2%، مشددا على أهمية أن "يبقى البنك المركزي الأميركي حذراً بشأن إعلان النصر" في معركته ضد التضخم.
وتعهد باول بمزيد من الزيادات في أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة من أجل السيطرة على التضخم وخفضه إلى المستوى المستهدف، مضيفًا أن "المركزي" الأميركي لم يصل بعد إلى معدلات فائدة كافية لكبح التضخم المرتفع، لافتا إلى أن الاقتصاد الأميركي تباطأ بشدة خلال العام الماضي، فيما يستمر تراجع إنفاق المستهلكين وكذلك نشاط الإسكان.
ورغم أن باول قال إن رفع أسعار الفائدة قد يستمر، إلا أن الخبراء يتوقعوا ألا يكون مجلس الاحتياطي الاتحادي حادا بعد الآن، وهو ما يدعم الذهب والنفط والبورصات، وفي المقابل يقلل من سعر الدولار أمام باقي العملات.
#عاجل| الفيدرالي الأمريكي يرفع #أسعار_الفائدة 25 نقطة أساس (0.25%)، لتكون في نطاق 4.5% - 4.75%، ليكون بذلك قد رفع أسعار الفائدة للمرة الثامنة على التوالي#اقتصاد_اليوم pic.twitter.com/uzcpAMtlYD— اقتصاد اليوم (@alyaum_eco) February 1, 2023
لماذا تراجع الدولار؟
وعادة بعد رفع الفائدة في الولايات المتحدة، تزداد قوة الدولار أمام سلة العملات، لأن رفع الفيدرالي لسعر الفائدة يساعد الولايات المتحدة، لكنه يضعف الاقتصادات الأخرى إذ يجعل كل شيء أكثر تكلفة.
وانخفض الدولار بعد أن قال مجلس الاحتياطي الاتحادي إنه تجاوز نقطة حرجة في محاربة التضخم مما أعطى الأسواق أملا في قرب نهاية حملة رفع أسعار الفائدة، وتراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى في تسعة أشهر عند 100.80 أمس مقابل سلة من العملات الرئيسية.
وهبط الدولار في أحدث التعاملات 0.07% عند 100.88 بعد أن أغلق منخفضا بأكثر من 1% أمس الأربعاء.
وارتفع الدولار الأسترالي إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر عند 0.7158 دولار في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الخميس. كما بلغ الدولار النيوزيلندي أعلى مستوى له في ثمانية أشهر عند 0.65365 دولار بعد أن قفز بأكثر من 1% أمس الأربعاء.
وانخفض الدولار بأكثر من 0.5 % مقابل الين الياباني إلى أدنى مستوى في الجلسة عند 128.17.
وصعد اليورو إلى أعلى مستوى في 10 أشهر تقريبا عند 1.1034 دولار اليوم الخميس وارتفع في أحدث التداولات 0.3 بالمئة عند 1.1023 دولار فيما ارتفع الجنيه الإسترليني 0.14 بالمئة إلى 1.2392 دولار.
ارتفاعات قياسية للذهب والنفط
وبالطبع تفاعلت الأسواق مع هذا القرار الذي كان متوقعًا، حيث ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس لتسجل أعلى مستوياتها في أكثر من تسعة أشهر بعد أن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقعا، واعتبرت السوق تعليقات رئيسه جيروم باول تخفيفا.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.1% إلى 1951.79 دولار للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ أبريل 2022 في وقت سابق من الجلسة، وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 1.3% إلى 1967.40 دولار.
ويرتفع المعدن النفيس مع رفع الفائدة الفيدرالية لأن عقود الذهب سواء كانت الفورية أو الآجلة مقومة بالدولار، الذي يرنبط ارتباط وثيق برفع الفائدة.
ويؤثر رفع معدلات الفائدة الأمريكية أيضًا النفط، لأن عقوده مقومة بالدولار مثله مثل الذهب، حيث صعدت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الخميس، فصعدت العقود الآجلة لخام برنت 56 سنتا، بما يعادل 0.7% ، إلى 83.40 دولار للبرميل، في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 65 سنتا، أو 0.8%، إلى 77.05 دولار للبرميل.
سوق الأسهم
تتفاعل البورصات العالمية مع ارتفاع معدلات الفائدة بشكل كبير، لإنها تزيد من تكلفة تمويل الشركات المدرجة، وهو ما يؤدى عادة لتأثر أنشطتها سلبًا، خوفًا من أن يؤدي رفع سعر الفائدة إلى تباطؤ النمو الاقتصادي في مختلف دول العالم، كما أنه يجذب المستثمرين إلى السندات أو الإئتمان البنكى لأنه أقل مخاطرة من التداول.
ولكن تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول بأن التضخم بدأ في الانخفاض، عمل على ارتفاع مؤشرا ستاندرد اند بورز وناسداك.
وارتفع المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 42.89 نقطة أو 1.05%ليغلق عند 4119.49 نقطة، في حين صعد المؤشر ناسداك المجمع 231.89 نقطة أو 2%إلى 11816.44 نقطة. ولم يكن المؤشر داو جونز الصناعي بأقل حظا من سابقيه، إذ زاد 15.75 نقطة أو 0.05% إلى 34101.79 نقطة.
وبدورها ارتفعت الأسهم الأوروبية بقيادة أسهم التكنولوجيا والعقارات، وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.5% ، إذ قفزت أسهم التكنولوجيا الحساسة لأسعار الفائدة 2.7% والأسهم العقارية 1.8%.
ومن المتوقع أن يرفع المركزي الأوروبي سعر الفائدة على الودائع 50 نقطة أساس إلى 2.5 في المئة على أن يليها المزيد من الارتفاعات في الأشهر القليلة المقبلة. كما يستعد بنك إنجلترا لرفع أسعار الفائدة 50 نقطة أساس في وقت لاحق من اليوم.
