أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أمس، رصدها بالون تجسس صيني يحلق على ارتفاعات عالية فوق أراضيها.
البالون الذي يسبح في فضاء ولاية مونتانا في الشمال الغربي من الولايات المتحدة الأمريكية، يحتمل أن يكون جمع معلومات استخباراتية عسكرية مهمة وهو ما أقلق الأمريكيين.
ويأتي إطلاق البالون في توقيت حساس، إذ يتوقع أن يزور وزير الخارجية أنطوني بلينكين بكين خلال أيام لمناقشة عدد من القضايا المهمة.
كيف ردت وزارة الدفاع الأمريكية على بالون الصين؟
لم تسقط أمريكا بالون الصين التجسسي، بإيعاز من الرئيس جو بادين، الذي أمر بتركه مع أخذ التدابير اللازمة لحماية المعلومات في المنطقة التي يستهدفها، وذلك حفاظًا على المدنيين المتواجدين في المنطقة التي يحلق فوقها البالون.
ووفق ما أعلنه البنتاجون عبر موقعه على الإنترنت، فإن الحكومة تصرفت فور علمها بوجود البالون، وأخذت خطوات لحماية معلوماتها الحساسة، لكن لم توضح تفاصيل تلك الإجراءات.
كما تواصلت الإدارة الأمريكية مع الجانب الصيني بشأن ذلك الحادث، لطلب توضيح عن سبب وجود ذلك البالون، مع إيصال رسالة جادة بشأن أمن معلومات الولايات المتحدة.
وتنقل شبكة "سي إن إن" عن خبراء عسكريين، أن أمريكا قد تتخذ إجراءات أكثر حزمًا مع البالون حال شكت في وجود خطر حقيقي يهدد أمنها جراء وجوده.
المعلومات التي يستهدفها بالون الصين
أطلقت الصين بالونها غالبًا لجمع عدد من المعلومات حول أنظمة الاتصالات والرادارات الأمريكية، وفق ما يتوقعه بيتر لايتون، الباحث العسكري.
كما أن المنطقة التي يحلق فوقها البالون وهي ولاية مونتانا وما يجاورها تعد موطنًا لصوامع الصواريخ الباليستية الأمريكية العابرة للقارات، إضافة إلى قواعد القاذفات الاستراتيجية،
وهي ما تعد بيانات حساسة بالنسبة للأمريكيين، الذين لا يرغبون في وصول أي منها لمنافستهم المتصادقة مع روسيا.
واستهدف البالون مطار بيلينغز، إذ وقف بالقرب منه وقتًا مطولًا، لجمع المعلومات حول الطائرات القتالية فيه، التي من بينها طائرات F22 التي يتفرد بها الجيش الأمريكي.
ويكمل لايتون في تصريحاته لشبكة "سي إن إن" قائلًا: يحتمل أن يكون البالون أتم هدفه بالفعل، إذ إن المعلومات التي جمعها قد تكون في جعبة الصينيين حاليًا عن طريق أحد الأقمار الصناعية الصينية، الذي يرتبط بالبالون عن بُعد ويأخذ منه معلوماته ليرسلها في ذات التوقيت إلى الصين.
ومع ذلك لا يزال الاحتمال قائمًا بأنه مجرد بالون ضل طريقه، ولا غرض تجسسي من إطلاقه.
NEWS: U.S. Tracking High-Altitude Surveillance Balloon https://t.co/91vmqncyGX— Department of Defense (@DeptofDefense) February 3, 2023
ما بالون التجسس؟
يعد بالون التجسس وسيلة رخيصة وآمنة لجمع المعلومات الاستخباراتية عن الدولة التي ترغب مطلقة البالون في الاستقصاء عنها، خاصة أن كان بين البلدين تشاحن أو تنافس.
واستخدمت بالونات التجسس لأول مرة في ستينيات القرن التاسع عشر، أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، وبالطبع كانت في شكلها البدائي آنذاك، إذ كانت الأطراف المتحاربة تطلق مناطيد هوائية يقودها أشخاص ويراقبون الوضع من على ارتفاع بالمناظير، ومن ثم يعودون ليحكوا لقادتهم ما رأوه.
وبحسب ما تنقله صحيفة الـ"جارديان" البريطانية، فإن أمريكا التي بدأت الفكرة، أعادت إحياءها في السنوات الأخيرة، لكن مع تعديل، إذ تميل إلى استخدام البالونات على أراضيها فقط.
ويعد بالون التجسس خيارًا مناسبًا، إذ هي وسيلة منخفضة التكلفة وتجمع المعلومات المطلوبة، وفق ما صرح به كريج سينجلتون، الخبير الصيني في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، لرويترز، لذلك كان يشيع استخدامها خلال الحرب الباردة بين أمريكا والسوفييت.
