DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

وسط تحولات مهمة.. ما استراتيجية بايدن الجديدة في أوكرانيا؟

وسط تحولات مهمة.. ما استراتيجية بايدن الجديدة في أوكرانيا؟
وسط تحولات مهمة.. ما استراتيجية بايدن الجديدة في أوكرانيا؟
الرئيس الأمريكي جو بايدن - تويتر بايدن
وسط تحولات مهمة.. ما استراتيجية بايدن الجديدة في أوكرانيا؟
الرئيس الأمريكي جو بايدن - تويتر بايدن

وصلت الحرب في أوكرانيا إلى مرحلة جديدة، في حين تشهد الاستراتيجية الأمريكية تحولًا مهمًا، فالمخاوف من نشوب حرب نووية تتراجع، والمخاوف من حرب طويلة تستنزف الجميع تتزايد.

وسط هذا تكثف إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمها لأوكرانيا، على أمل الوصول إلى حل دبلوماسي للأزمة فيما بعد، اعتمادًا على استراتيجية "التصعيد من أجل التهدئة" التي قد يكون من الصعب تنفيذها بحسب المحلل الاستراتيجي الأمريكي هال براندز.

استراتيجية أمريكا في حرب أوكرانيا

يقول براندز في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، إنه بعد مرور نحو عام على بدء الحرب، أصبح الغموض الذي يحيط بمسارها أشد من ذي قبل، ففي الأشهر الستة الأولى من الحرب كانت روسيا صاحبة زمام المبادرة: وكانت الأسئلة الرئيسية هي متى وأين وما هو شكل النجاح الذي ستحققه عند الهجوم.

وأضاف: وخلال الشهور الخمسة التالية استردت أوكرانيا زمام المبادرة، وحاول المحللون التكهن بمكان واحتمالات الهجمات المضادة التالية، الآن أصبح من الصعب التنبؤ بما يمكن أن يحدث ولا بمن صاحب التقدم.

وذكر: ربما يستعد كلا الجانبين لهجمات جديدة، وكلا الجانبين يتعاملان مع مزيد من خسائر أرض المعركة مع الحصول على قدرات جديدة قد تجعل من الصعب تمييز نقاط القوة النسبية لكل طرف، وربما يعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوقت هو أفضل حليف له، وأنه إذا واصل تدمير البنية التحتية الأوكرانية، مع الاحتفاظ بما كسبه من أرض المعركة على الأقل، فقد يتمكن من إيجاد حالة حرب ممتدة يكون تفوق القوة البشرية لروسيا حاسما فيها.

الخبير الاستراتيجي هال براندز - تويتر براندز

يواصل "براندز": في المقابل تعتبر أوكرانيا الوقت عدوًا لها، ويجب أن تستغل ضعف القوات الروسية وقلة تسليحها حاليا قبل وصول قوات روسية جديدة يجري حشدها إلى أرض المعركة، وقبل زيادة وتيرة الإنتاج العسكري الروسي، وأخيرا قبل أن يتراجع دعم الحلفاء الغربيين لكييف. وتبدو إدارة بايدن متفائلة بحذر تجاه الاحتمالات بالنسبة لأوكرانيا.

ويشير قائلًا: فالمكاسب السهلة على حساب الجيش الروسي المنهك ربما تكون قد تحققت، ولكن عندما تصبح روسيا تدافع عن جبهات أقصر بقوات أكبر، سيكون استخلاص كل بوصة من الأراضي الأوكرانية من يد القوات الروسية أصعب حتى إذا ما تمكن الجيش الأوكراني الملتزم والمبدع من تحقيق أكثر مما حققه حتى الآن، لذلك تقوم الإدارة الأمريكية بتحديث استراتيجيتها للحرب الأوكرانية، بثلاث طرق.

أهداف أمريكا من حرب أوكرانيا

يوضح "براندز" أن أول هذه الطرق هي أن: تقوم بتحديد الأهداف الأمريكية في الحرب بشكل أفضل، ففي ديسمبر الماضي أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة أوكرانيا في تحرير الأراضي التي فقدتها منذ فبراير 2022، وليس بالضرورة كل شبر من أراضيها المحتلة منذ 2014.

وبين: كما أعلن أن هدف واشنطن هو بقاء أوكرانيا كدولة قادرة على الدفاع عن نفسها عسكريًا ومستقلة سياسيًا ومزدهرة اقتصاديًا، وهذا لا يتضمن بالضرورة استعادة المناطق التي تصعب استعادتها مثل شرق دونباس أو شبه جزيرة القرم.

أما الطريقة الثانية فيقول عنها: تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بإرسال أسلحة أكثر تطورًا إلى أوكرانيا مثل عربات القتال المدرعة وأنظمة صواريخ الدفاع الجوي باتريوت، والدبابات التي تستطيع اختراق الدفاعات الروسية متعددة الطبقات، كما تحركت الولايات المتحدة نحو تقديم ذخائر أبعد مدى يمكنها الوصول إلى المناطق الخلفية للقوات الروسية.

تسليح أوكرانيا - مشاع إبداعي

ويستطرد "براندز": من المحتمل أن تتضمن هذه الذخيرة القنابل صغيرة القطر التي يمكن إطلاقها من الأرض ويصل مداها إلى حوالي ضعف مدى راجمات الصواريخ هيمارس، التي تستخدمها القوات الأوكرانية حاليًا لإلحاق خسائر مدمرة بالقوات الروسية.

أما الطريقة الأخيرة فيقول: رغم أن بايدن قد لا يأمل في تحرير شبه جزيرة القرم بالقوة، فإنه أصبح أكثر تأييدًا لشن هجمات على الأهداف الروسية فيها، لكن هل يمكن أن يؤدي قصف شبه جزيرة القرم التي تعتبر محورية في حديث الرئيس بوتين عن إعادة إحياء روسيا العظمى تحت حكمه إلى تصعيد الحرب في أوكرانيا؟

آفاق التصعيد في الحرب الروسية الأوكرانية

يشير براندز وهو أستاذ كرسي هنري كيسنجر المميز للشؤون العالمية، في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز، ربما يحدث هذا، لكنه تراجع أكثر من مرة عن التصعيد الذي هدد به عدة مرات للدرجة التي تجعل تهديداته بلا مصداقية، لذلك فإن التلويح بإمكانية استعادة شبه جزيرة القرم المهمة جدًا بالنسبة له بالقوة قد يكون أفضل طريقة لإجباره على التفاوض بجدية لإنهاء الحرب.

يواصل: ورغم أن هذه التحولات في السياسة الأمريكية تبدو متعارضة مع بعضها البعض، فإن هناك منطق موحد ورائها، فالولايات المتحدة لا تريد حربًا بلا نهاية لأنها تحول أوكرانيا إلى أرض خراب وتمثل عبئًا على الغرب اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا، لذلك تسعى إدارة بايدن إلى مساعدة أوكرانيا في تشديد الضغط على القوات الروسية، وربما ترسل لها مزيد من المساعدات كوسيلة لفتح الطريق أمام التفاوض بعد انتهاء الجولة القادمة من القتال بين الروس والأوكرانيين.

هجوم صاروخي روسي على أوكرانيا في كراماتورسك - رويترز

يذكر براندز إنه لا يوجد في هذه الاستراتيجية شيء بسيط، كما اتضح من خلال الخلافات بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية بشأن من سيعطي أوكرانيا أي نوع من الدبابات، ونجحت الولايات المتحدة في إدارة هذه المشكلة ببراعة في النهاية وتعهدت بإرسال 31 دبابة متطورة من طراز إبرامز بعد شهور من الآن، كطريقة لفتح الباب أمام إرسال مئات الدبابات الأوروبية المتطورة إلى أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة.

يختتم قائلًا: لكن هذا ليس هو التحدي الوحيد، فإدارة بايدن تراهن على الوصول إلى نقطة رائعة يصبح فيها الروس مستعدين للتفاوض وليس للتصعيد، في حين يكون الأوكرانيون في موقف أقوى، لكنهم مستعدون للقبول بما هو متاح وليس بما يرغبونه أو يستحقونه.