قبل أن تمنحي امتيازات خاصة لأي إنسان، اسألي نفسك ما المعايير التي ترغبين بأن تكون موجودة في العلاقة العاطفية مع (شريك الحياة)، تلك التي تشعرك بالرفعة بالاحتواء الصادق والدعم والأمان، كما لو أنك كنت تركضين طوال الوقت فتلتقين في لحظة وصول لشواطئ ساكنة متموجة أحيانا ولكنها ستحملك (فوق) في غالب الأحيان، لن ترهقك أو تستنزفك أو تجعلك تعيشين في حالة من القلق الدائم وعدم الأمان، حددي لنفسك ما إذا كنت تريدينها علاقة ثرية صاعدة بك وبأحلامك وبنهضتك الروحية والشخصية، حددي النوايا بوضوح وفاعلية، (فالنية) التي تقوم على مبدأ (الأخذ).. لن تتناغم إطلاقا مع التدفق الكوني الخاص بالوفرة، ولكن ماذا لو إذا أردت أن تدخل علاقة بهدف الرفقة، لامتلاء الفراغ، للدعم، للحصول على الاهتمام، الرومانسية اللحظات الساحرة، لا بأس بذلك الخيار، ولكنك ما زلت تدورين في (نوايا الأخذ). قد يثري ذلك الخليط جانبا من العلاقة، ولكن إذا كانت العلاقة قائمة منذ البداية على (نية الأخذ) فلا بد أن تدركي بأنك سوف تجذبين شخصا (مرآة) لهذا النوع من العلاقات، أما عندما يكون القلب مفتوحا للعطاء الخالص فتكونان أنتما الاثنان ترغبان بتقديم الحب لبعضكما البعض. من منطقة نضوج ذهني، نضوج روحي واحترام عال للذات، فلا بد أن تعي مقدار الإضافة التي تنوين أن تضيفيها لحياة هذا الإنسان واستبدلي سؤال متي يأتي الشخص المناسب، بسؤال من هو الشخص الذي يفترض أن أكون أنا، حتى أجذب لحياتي مثل هذا النوع الثري من العلاقات؟ وأخصص هنا رسالة واضحة لكل شخص يدخل حياة أنثى شغوفة، حرة، مستقلة، محبة لذاتها، حينما تقترب اقترب لتخرج قوتها الحقيقية، اقترب لتلهمها في التحليق أكثر. اقترب لتضيف على سعادتها سعادة، لتجعلها تشعر بأنها ملكة برفقتك، لا تقترب لتخذلها أو تطفئ رونق روعتها.. وإن أردت أن تمنحها الأمان، تعلم كيف تكون آمنا بنفسك أولا .. تعلم بأن تكون حاضرا معها ولأجلها فقط، ارفع حصانة علاقتكم، اغلق ذراعيك عليها جيدا، توقف عن أن تبعثر أمانك وأمانها بكثرة الطاقات والعلاقات المخترقة لحدودكم الشخصية بشكل ما أو بآخر. عد للداخل، ابحث عن طاقة الذكورة الحقيقية بداخلك أكثر. ففي اللحظة التي تقرر فيها بأن تعيش أحلامك وشغفك الخاص أنت وتسير باتجاه رسالتك الخاصة بالحياة، حينما تكون متجذرا بداخل نفسك، من هذا التجذر تستطيع أن تكون قائدا بالعلاقة، هذه النية تجعلك تتطور بشكل ثابت ومستقل.. الأخذ ليس شيئا خطأ، ولكن كيف يمكن أن تكون متناغما مع القوانين الكونية، وأنت (أناني) تجاه خياراتك أنت فقط، وغير منفتح لاستقبال واحتضان خيارات الآخر بماهية اختلافها عنك!. القوانين الكونية دائما تعمل (بالعطاء والاستقبال).. وكلما تحركت عكس التيار الكوني لمبدأ الأخذ والعطاء سترميك التيارات نحو المزيد من الخسارات الثمينة في حياتك.
(عزيزتي الأنثى أنهيها لك بصوت عال) اختاري أن تمنحي ما يرضيه نعم ولكن ليس على حساب أمانك النفسي، أحلامك وحبك واحترامك السامي لذاتك، حقوقك، حدودك مقاييسك، وخياراتك، لا تساومي أحدا عليها.