في خبر صادم أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أنها تراقب منطادًا صينيًا يحوم في سماء الولايات المتحدة، ما أثار تساؤلات حول ماهية المهمة التي يقوم بها هذا البالون؟
وقال مسؤولون أمريكيون، بحسب CNN، إن مسار رحلة المنطاد، الذي جرى رصده لأول مرة فوق "مونتانا" أمس الخميس، قد يرصد "عددًا من المواقع الحساسة"، ويقولون إنهم يتخذون خطوات "للحماية من جمع المعلومات الاستخباراتية الأجنبية".
وأوضح مسؤول دفاعي أمريكي، أن هذه ليست المرة الأولى التي يُرصد فيها منطاد صيني فوق الولايات المتحدة، لكن يبدو أن هذا المنطاد يتصرف بشكل مختلف عن البالونات السابقة.
ولفت إلى أن هذا البالون يحوم لفترة أطول من الوقت، وأكثر ثباتًا مما كان عليه في الحالات السابقة.
البالون وليس الأقمار الصناعية
قال بيتر لايتون، الزميل في معهد "جريفيث آسيا" في أستراليا والضابط السابق في سلاح الجو الملكي الأسترالي، إن استخدام البالونات كمنصات تجسس يعود إلى الأيام الأولى للحرب الباردة، منذ ذلك الحين، استخدمت الولايات المتحدة المئات منها لمراقبة خصومها، ولكن مع ظهور تكنولوجيا الأقمار الصناعية الحديثة، التي تمكن من جمع بيانات استخبارات التحليق من الفضاء، فإن استخدام بالونات المراقبة أصبح عتيقًا، بحسب تقرير CNN.
ويكمل: "التطورات الحديثة في تصغير الإلكترونيات، تعني أن منصات الاستخبارات العائمة، قد تعود إلى مجموعة أدوات التجسس الحديثة".
وقال لايتون: "يمكن أن تزن حمولات البالون الآن أقل، وبالتالي يمكن أن تكون البالونات أصغر وأرخص وأسهل في الإطلاق من الأقمار الصناعية".
وأوضح بليك هيرزينجر، الخبير في السياسة الدفاعية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ في معهد "أمريكان إنتربرايز"، أنه على الرغم من سرعاتها البطيئة، إلا أنه ليس من السهل دائمًا اكتشاف البالونات.
وأضاف: "يمكن للبالونات أن تفعل بعض الأشياء، التي لا تستطيع الأقمار الصناعية القيام بها".
فيما أكد لايتون أن الأنظمة المعتمدة على الفضاء جيدة بنفس القدر، لكنها أكثر قابلية للتنبؤ.
وأوضح: "تتمثل ميزة المناطيد في إمكانية توجيهها، باستخدام أجهزة الكمبيوتر الموجودة على متن الطائرة للاستفادة من الرياح، ويمكنها الصعود والنزول بدرجة محدودة، هذا يعني أنها تستطيع التجول إلى حد محدود".
وقال: "لا يمكن للقمر الصناعي أن يحوم، وهناك حاجة إلى الكثير لاجتياز منطقة مهمة للحفاظ على المراقبة".
ماذا يرصد البالون الصيني؟
وفقًا لما قاله لايتون، من المحتمل أن يقوم البالون الصيني بجمع معلومات حول أنظمة الاتصالات والرادارات الأمريكية.
وأضاف: "تستخدم بعض هذه الأنظمة ترددات عالية جدًا تكون قصيرة المدى، ويمكن أن يمتصها الغلاف الجوي، ومن المحتمل أن يكون البالون منصة تجميع أفضل لمثل هذه المجموعة الفنية المحددة من القمر الصناعي".
وأكد لايتون أن البيانات الاستخباراتية التي جرى جمعها بواسطة البالون، يمكن نقلها في الوقت الفعلي عبر رابط قمر صناعي يعود إلى الصين.
وأشار المحللون أيضًا إلى أن ولاية مونتانا والولايات المجاورة لها، يوجد بها مخازن لصواريخ باليستية عابرة للقارات وقواعد القاذفات الاستراتيجية.
ويقول المسؤولون الأمريكيون، إنهم اتخذوا إجراءات لضمان عدم تمكن البالون من جمع أي بيانات حساسة، وقرروا عدم إطلاق النار عليه بسبب الخطر على الأرواح والممتلكات من خلال سقوط الحطام.
"مجرد حادث لا تجسس"
أضاف لايتون أنه إذا تمكنت الولايات المتحدة من إسقاط البالون داخل أراضيها دون تدميره، فقد يكشف البالون عن بعض الأسرار الخاصة به، لكن ربما لا توجد أسرار أو تجسس، قد يكون هذا مجرد حادث.
وأضاف هيرزنجر: "هناك على الأقل بعض الاحتمالات بأن هذا كان خطأ، وانتهى الأمر بالبالون في مكان لم تكن تتوقعه بكين".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية اليوم: "نحن على علم بالتقارير حول البالون ونحاول فهم الظروف والتحقق من تفاصيل الوضع".
وأنهى تصريحاته قائلا: "أود أن أؤكد أنه قبل أن يتضح ما حدث، فإن أي تكهنات أو تضخيم متعمد لن يساعد في معالجة الأمر."
تأكيد صيني
وأكدت جمهورية الصين الشعبية، أن المنطاد الذي يطير فوق شمال الولايات المتحدة هو منطاد صيني.
وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أن "المنطاد مدني ويستخدم في الأبحاث وخاصة لأغراض الأرصاد الجوية، ومع قدرة محدودة على التوجيه الذاتي، انحرف المنطاد بعيدًا عن مساره المخطط له".