﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
من يصدق؟!! تعديات على مرافق المساجد واختلاسات مالية، واستغلال عدادات الكهرباء والمياه. ومرافق المساجد تؤجر لسكن عزاب وعوائل، وبناء عشوائي على شكل غرف، وشقق سكنية ومحال تجارية مستغلة بعقود غير نظامية واستغلال موارد المساجد المالية لجهات غير رسمية، أمور لا يصدقها العقل.
تصور.. شقق وغرف سكنية منها 10 شقق في فناء المسجد و9 غرف في قبو أحد الجوامع مؤجرة بالكامل منذ سنوات طويلة.
ويا للسخرية.. «الإمام» يحول مئذنة الجامع إلى سكن عمالة، ويؤجرها مقابل 800 ريال شهريًّا، وتعديات على المساجد بمبالغ تجاوزت ثلاثة ملايين ريال.
كل هذه المهازل رصدتها وزارة الشؤون الإسلامية مشكورة بتوفيق من الله وفضله، ثم بفضل جولات رقابية مفاجئة قامت بها وشملت 3 مساجد في محافظة جدة، لا حول ولا قوة إلا بالله، حتى بيوت الله!!
بناء وتأجير وغيرها.. لم تُكتشف إلا الآن؟!! غريب جدًّا، لكن الحمد لله أنها اكتشفت أخيرًا، الله «سبحانه» يستدرج الطغاة ويُمهلهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
السؤال الذي يطرح نفسه: ألم تكن هناك جولات رقابية من قبل؟!! غرف تُبنى وشقق تُؤجر، ومحال تجارية مفتوحة.. موارد مالية تُستغل، كل هذا لم يكتشف!!
والذي يضحك ويبكي تصرف الأكاديمي المشين، لا حول ولا قوة إلاّ بالله، يعمل بإحدى الجامعات السعودية يحاضر طلابه في الصباح، ويؤم المصلين بعد العصر، ويخون الأمانة، وأي أمانة؟!! أمانة بيوت الله؟!!. عمل إجرامي يستحق أشد العقاب في الدنيا، ولينتظر الأشد في الآخرة، يقدم نفسه بأنه محتسب، ويرفض أن يكون موظفًا رسميًّا تابعًا لوزارة الشؤون الإسلامية حتى لا يتم فضحه واكتشاف كل الاستثمارات التي حصل عليها بخيانته لبيت الله، سبحان الله يخشى الناس، ولا يخشى الله، «هزلت».. الله «جلت قدرته» يُمهل ولا يهمل.
والغريب أن السكان المؤجر لهم والذين يرون الجرائم التي تحدث في بيوت الله كتحويل دورات المياه إلى سكن، وكذلك المغسلة المقامة في المسجد والأشخاص الذين يتعاملون معها كلهم ضمائرهم ميتة.. مصالح!!.
المجتمع الذي لا يلتزم بمسؤولياته الاجتماعية والذي يتبخر التلاحم والترابط بين مكوناته لا يستحق الاحترام لضياعه للأمانة.. وأي أمانة؟!!
تُشكر الضمائر الحية «الجولات الرقابية» التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والتي وفقها الله لاكتشاف الجرائم التي تستحق أشد العقاب، وأتمنى على جميع الجهات الرقابية في كل الوزارات والمؤسسات الحكومية الخاصة والعامة والمستشفيات مشكورة تكثيف الجولات المفاجئة، وبذل أقصى الجهود لرصد من ماتت ضمائرهم؛ لأن الضمائر عندما تموت تتحول لوحوش كاسرة تنتظر الفريسة. لكن الله «جلّت قدرته» يهيئ ضمائر حية تراقب وتكتشف وتعاقب.
@aneesa_makki