حذرت الولايات المتحدة، تركيا خلال اليومين الماضيين من تصدير مواد كيماوية ورقائق دقيقة ومنتجات أخرى إلى روسيا، يمكن أن تستخدمها في مجهودها الحربي بأوكرانيا، مشيرة إلى أنها قد تتحرك لمعاقبة الشركات والبنوك التركية التي تنتهك العقوبات.
والتقى براين نيلسون، كبير مسؤولي العقوبات في وزارة الخزانة الأمريكية، بمسؤولين من الحكومة والقطاع الخاص في تركيا يومي الخميس والجمعة، للحث على مزيد من التعاون في عرقلة تدفق هذه السلع.
أسواق دول مجموعة السبع
في كلمة وجهها لمصرفيين، قال نيلسون، إن زيادة ملحوظة على مدار عام في الصادرات إلى روسيا تجعل الكيانات التركية "معرضة بشكل خاص لمخاطر السمعة والعقوبات"، أو خسارة القدرة على الوصول إلى أسواق دول مجموعة السبع.
وأضاف، وفقًا لنسخة من خطابه صادرة عن وزارة الخزانة، أنه يتعين عليهم "اتخاذ احتياطات إضافية لتجنب المعاملات المرتبطة بالعمليات المحتملة لنقل التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج التي يمكن أن يستخدمها المجمع الصناعي العسكري الروسي".
#روسيا: العلاقات مع #أمريكا في أسوأ حالاتها
https://t.co/4RXGCRZANZ #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 20, 2023
ماذا سيكون الرد التركي؟
قال مسؤول أمريكي، كبير طلب عدم الكشف عن هويته، إن نيلسون ووفدًا معه سلطوا الضوء خلال الاجتماعات التي عقدت في أنقرة وإسطنبول على صادرات بعشرات الملايين من الدولارات إلى روسيا تثير قلقًا.
وأضاف: "ليست مفاجأة.. أن تسعى روسيا بقوة للاستفادة من العلاقات الاقتصادية التاريخية التي تربطها بتركيا. السؤال هو ماذا سيكون الرد التركي".
وتعارض أنقرة، العضو في حلف شمال الأطلسي، العقوبات الواسعة على روسيا من حيث المبدأ، لكنها تقول إنه لن يجر التهرب منها في تركيا، وحثت الغرب على تقديم أدلة.
#روسيا: الشركات الأجنبية المتضرر الأول من عقوبات أمريكا الجديدة
https://t.co/rglt9GzEco #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 27, 2023
عقوبات الغزو الروسي
طبقت الدول الغربية ضوابط على الصادرات وعقوبات بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل نحو عام، ومع ذلك، ظلت قنوات التوريد مفتوحة من هونج كونج وتركيا ومراكز تجارية أخرى.
ونقلًا عن سجلات الجمارك الروسية، ذكرت رويترز في ديسمبر، أن مكونات لأجهزة الكمبيوتر ومكونات إلكترونية أخرى بقيمة لا تقل عن 2.6 مليار دولار تدفقت إلى روسيا خلال 7 أشهر حتى 31 أكتوبر.
وصنعت شركات غربية ما قيمته 777 مليون دولار على الأقل من المنتجات، وعثر على رقائق من إنتاج هذه الشركات في أنظمة الأسلحة الروسية.
واشنطن بوست: #أمريكا تخطط لإرسال أدوات صنع قنابل ذكية إلى #أوكرانيا https://t.co/M9G7jKjiNq #اليوم pic.twitter.com/2Z1yV4lcj3— صحيفة اليوم (@alyaum) December 15, 2022
تكثيف الضغوط
توازن أنقرة بين علاقاتها الجيدة مع كل من موسكو وكييف خلال الحرب، وأجرت محادثات مبكرة بين الطرفين وساعدت أيضًا في التوسط في اتفاق للسماح بشحن الحبوب من أوكرانيا.
وزيارة نيلسون، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، هي الأحدث إلى تركيا لأحد كبار المسؤولين الأمريكيين، بهدف تكثيف الضغوط عليها لضمان تطبيق القيود الأمريكية على روسيا.
#أمريكا تتعهد بمساعدة عسكرية جديدة لـ"#أوكرانيا" بـ3 مليارات دولار https://t.co/fd2Sc4oiOP#اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 7, 2023
نتائج الضغوط
أحدثت الضغوط بعض التغييرات. فقد قالت هافاس، أكبر مزود بالخدمات الأرضية في تركيا، لشركات الطيران في روسيا وروسيا البيضاء إنها قد تتوقف عن توفير قطع الغيار والوقود وغيرها من الخدمات لطائراتها أمريكية المنشأ بما يتماشى مع الحظر الغربي، حسبما أفادت رويترز أمس الجمعة، نقلًا عن خطاب من الشركة بتاريخ 31 يناير يناير.
وفي سبتمبر، علقت 5 بنوك تركية استخدام نظام الدفع الروسي "مير" بعد أن استهدفت وزارة الخزانة الأمريكية رئيس الكيان المشغل للنظام بعقوبات جديدة، وحذرت من يساعدون موسكو من الالتفاف عليها.
وحث "نيلسون"، المصرفيين الأتراك على مزيد من التدقيق في المعاملات المرتبطة بروسيا، وأشار في كلمته إلى أن الأثرياء الروس يواصلون شراء العقارات وإرساء اليخوت في تركيا.
#برلين تشترط قبل تصدير دبابات إلى #أوكرانيا.. #أمريكا أولًا https://t.co/sLBQTTvs90 #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 19, 2023
محادثات مع الشركات التركية
وقال المسؤول إن "نيسلون" أشار في محادثات منفصلة مع الشركات التركية إلى الطريقة التي يُعتقد أن روسيا تتفادى بها القيود الغربية، لإعادة توريد المواد البلاستيكية والمطاط وأشباه الموصلات الموجودة في سلع مصدرة ويستخدمها الجيش.
وأضاف أنه بعد اتخاذ خطوات العام الماضي للضغط على موسكو لإنهاء الحرب، فإن تركيز الولايات المتحدة ينصب الآن على التهرب من العقوبات.
"توجد أدلة".. #روسيا تتهم #أمريكا برعاية "داعش" سرا https://t.co/FPTLDiOaex #اليوم— صحيفة اليوم (@alyaum) January 20, 2023