أكد مختصون ومواطنون ضرورة الاهتمام بمنطقة هواية التطعيس في «الهافمون» بالظهران، وحذروا من انتشار مركبات بدون لوحات، والقيادة بسرعة عالية.
وقالوا خلال «قضية الأسبوع»، إن غياب الفعاليات المنظمة والفرق المتخصصة أحد أسباب زيادة التهور والخطورة، وطالبوا باستحداث فعاليات منظمة لتحقيق الاستفادة القصوى من الموقع.
البحث عن مفقود الصحراء والبحر ودعم الدوريات
قال مؤسس فريق «المحترفون للبحث والإنقاذ التطوعي» بالمنطقة الشرقية، خالد بن عبد العزيز العيسى، إن الفريق باشر 14250 مهمة متفاوتة منذ تأسيسه أواخر شهر رمضان 1439ه، موضحًا أنه جرى اختيار اسم الفريق للبحث عن مفقود الصحراء والبحر ودعم الدوريات الأمنية داخل النطاق العمراني وإنقاذ المركبات العالقة في الأراضي الطينية أو الرملية أو من يحتاج لاشتراك أو من ينقطع به الوقود أو من يتلف عليه الإطار.
وأشار إلى أنهم يساهمون في تنظيف المتنزهات البرية والشواطئ البحرية وزيارة مدارس المرحلة الثانوية، وتقديم توصيات عن طرق الرحلة الآمنة ومتطلبات السلامة فيها، والتعاون مع جمعية سواعد للإعاقة الحركية بالمنطقة الشرقية، وتقديم الخدمة لهم، وأضاف أن الخدمة تقدم مجانًا تحت شعار «افعل الخير لإسعاد الغير»، مشيرًا إلى أن الفريق بدأ بعدد 12 شخصًا من أبناء المنطقة الشرقية، وتجاوز حاليا 400 عضو، كما اتسع نطاق الخدمات المقدمة ليشمل جميع مناطق المملكة.
وبيّن أن الفريق لديه قائد مرشح من أعضاء الفريق، ولديه نائب قائد، ومشرف عام، ومستشار، ودكتور، وقائد ميداني، ولكل منطقة قائد وقائد ميداني، ويضم الفريق دكتورًا ومسعفين وغواصين وطيارين، وكذلك مجموعة تهتم بمونتاج المهام ونشرها في وسائل التواصل الخاصة بالفريق للتثقيف والتوعية، مضيفًا أن الفريق يستقبل البلاغات على الرقمين «0502787999» و«0551588411».
سرعات عالية وانزلاق المركبات في المياه
أكد المواطن عبد الكريم بن سعد آل غراب، أن منطقة الهافمون بها الكثير من حالات التهور واللامبالاة ونقص الوعي بأمور السلامة المرورية، وسوء في توزيع بعض أماكن الخدمات، ولو ركزنا على ما يسمى بطعس الهافمون أو «طعس التحدي» بالمنطقة، سنلاحظ وجود كثافة عددية من المركبات وممارسات متهورة.
وتابع: هناك من ينطلق بمركبته بسرعات عالية جدًا للتمكن من صعود الطعس أو النزول منه، رغم وجود أشخاص راجلة يمشون على الطعس صعودًا أو نزولًا وعدم إمكانية التحكم في المركبة أو إيقافها بسرعة، لتلافي الاصطدام بالأشخاص أو المركبات الموجودة بجانب الطعس، وكذلك وجود مواقع تأجير الدراجات النارية «الدبابات البرية» خلف الطعس، مما يجعل الممارسين لهذه الهواية يصعدون ذات الطعس، ويعرضون أنفسهم لخطر الاصطدام بالمركبات الصاعدة أو الهابطة.
وأضاف أن بعض المركبات لا تحمل لوحة ويوجد بها تجهيزات صوت عالية تشوه المنظر الحضاري للموقع، كما أن تصرفات أصحابها تعتبر مريبة وخطيرة على الآخرين، إضافة للتهور في الطعس المحاذي للبحر، فهناك من يصعد الطعس ليكون على الحافة المحاذية للبحر، والتي لا يوجد بها حواجز، مما يسهم في انزلاق مركباتهم في البحر والحالات تشهد على ذلك، والأمثلة كثيرة، وقد يكون صاحب المركبة يرافقه أفراد أسرته ليلقي بهم إلى التهلكة تحت شعار موقع مطل على البحر.
وأشار إلى أن الجهود التي قدمتها بعض الجهات لإغلاق الدخول لذلك الطعس لم تأتِ ثمارها، والأولى إزالته واستخدامه في تحسين الواجهة، موضحًا أن المنطقة تستحق الاهتمام بشكل أكثر، خاصة أن الهاف مون من المناطق المشهورة وأحد الوجهات السياحية لزوار المنطقة.
حقيبة إسعافات أولية لحالات الطوارئ
أوضح المختص الطبي د. عبد الله بن محمد الشمراني، أن هناك أساسيات يجب على مرتادي المناطق البرية الانتباه لها من الناحية الصحية، أبرزها: وجود حقيبة الإسعافات الأولية في كل مركبة؛ لاستخدامها في حالات الطوارئ، والحرص على إحضار الأدوية لأصحاب الأمراض المزمنة خاصة في رحلات المبيت.
إضافةً إلى أمبولات الحالات الطارئة كحالات انخفاض السكر أو الحساسية الشديدة، وتجنب عوامل الخطورة لأي مرض صحي كبذل مجهود بدني فوق المعتاد لمرضى القلب أو السكري، كما أن التوعية مهمة للمرافقين، والأفضل وجود شخص لديه إلمام بالحالة الصحية للمريض.
وسائل السحب الصحيح.. والابتعاد عن منطقة الخطر
بيّن عضو فريق المحترفون للبحث والإنقاذ التطوعي بالمنطقة الشرقية عبد المجيد بن عبد الرحمن البوعلي، أنه في حال علقت السيارة بالرمال أو الطين، يجب سحبها بشكل صحيح، واستخدام «وايرات» القماش، والابتعاد عن السحب بسلسلة حديد أو «وايرات» مهترئة، ووضع الواير في المكان المخصص للسحب؛ لتفادي الانفلات في حال السحب، والذي قد يؤدي لأضرار للمركبة أو السائق.
وأضاف: أما في حالة «الغرز» فيجب التأني واستخدام جميع الأنظمة المتاحة في السيارات الدفع الرباعي وتنزيل هواء الإطارات لتقليل الجهد على محرك المركبة، موضحًا أن من وسائل السلامة في السحب: ابتعاد المتجمهرين عن منطقة الخطر، لتفادي انفلات الواير -لا قدر الله- ويفضل فتح غطاء المركبة ليكون درعًا للسائق في حال انفلات الواير، ووضع وزن على الواير لتفادي انطلاقه.
ممارسات خاطئة ومتكررة
ذكر المواطن فهد إبراهيم السفر، أن الممارسات الخاطئة لبعض مرتادي الأماكن الصحراوية كثيرة، وللأسف متكررة، رغم التنويه والإشارة لها من عدة جهات رسمية وغير رسمية وبشكل دوري، ولكن في بعض الأحيان نجد من يستهين بالتعليمات بحجة الثقة الوهمية التي يكتسبها البعض من نفسه أو ممن حوله لتشجيعه للقيام بممارسات لا يحمد عقباها.
ومن ضمن الممارسات الخاطئة اصطحاب الأهل والأطفال وخوض مغامرة خطيرة بهما في البر مثل المشي على الكثبان الرملية بسرعات عالية، أو محاولة الصعود أو النزول من على سنام الرمال «القص»، أو استخدام سيارات غير مخصصة للاستخدام في الطرق غير المعبدة وقيادتها وكأنها دفع رباعي، أو ممارسة التفحيط وسط حشود من المتجمهرين.
إبلاغ أحد من العائلة أو الأقارب
طالب المواطن حاشم جبل الشمري بتجنب دخول الطعس في الفترة ما بين 10 صباحًا إلى 2 ظهرًا، لأن الشمس تكون عمودية والأرض تبدو منبسطة، وفي حال الدخول والتعطل يجب عدم الانشغال بالموتور لتوفير الطاقة وعدم التعرض لضربة شمس.
وأضاف: كما يجب في حال دخول البر بشكل عام إبلاغ أي أحد من العائلة أو الأقارب أو الأصدقاء بوجهتك تحديدًا، ووقت رجوعك، بحيث «لا قدر الله» تأخرت يبلغ الجهات المختصة، والأفضل أخذ موتور هواء و«واير» سحب مع اشتراك سواء له أو تقديم المساعدة للغير.
مناظر مزعجة وملاحظات لم تتغير
أشار المواطن صالح الزهراني إلى أن المناظر الموجودة في الطعس مزعجة، وهناك العديد من الملاحظات التي لم تتغير منذ سنوات، مثل السرعة العالية، وعدم التنظيم، وللأسف أن لدينا منطقة مميزة لكن غير مستفاد منها، وسؤالي: أين الفعاليات المنظمة والتي يستفيد منها الجميع؟ فهناك تنظيم وفرق مهيأة في أماكن أخرى ومناطق أخرى.
