"منذ ما يقرب من 40 عامًا، تحدى حزب الله العدالة والمجتمع الدولي، ليبدأ ممارسة نشاطه الإجرامي من لبنان".
بتلك الكلمات أعلنت قناة "فرانس 5" التابعة للتليفزيون الفرنسي الرسمي، اليوم، عرضها الفيلم الوثائقي المكون من 3 أجزاء بعنوان "حزب الله والتحقيق الممنوع"، والذي سيشكّل زلزالًا وفضيحة مدوية للحزب الإيراني، بحسب ما تصفه صحيفة الإندنبدنت.
يأتي الفليم فاضحًا تجارة حزب الله للمخدرات في الغرب عامة وأمريكا الجنوبية بشكل خاص، ومعتمدًا على تحقيقات موسعة أجرتها الإدارة الأمريكية لمكافحة المخدرات، إضافة لمقابلات مع مختصين وخبراء معنيين بشأن الحزب وتجارته الممنوعة.
حزب الله يهدد بتداعيات خطيرة بعد عرض الفيلم
من المتوقع أن يكشف الفيلم حقائق للمرة الأولى، بخصوص علاقة حزب الله بنترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في مرفأ بيروت والتي تسببت في انفجاره، والتي يُظهر إعلان الفيلم لقطات عديدة منها.
وفيما يذاع الوثائقي في ظل الحالة المتأزمة التي يمر بها الحزب، المتهم بضلوعه في التسبب بانفجار مرفأ بيروت، والذي يواجه بسببها غضبًا جماهيريًا من أسر ضحايا الانفجار والمتعاطفين معهم، فإن تلك السلسلة القصيرة تواجه هجومًا لاذعًا من أنصار الحزب، حتى أشار بعضهم إلى أن تداعيات عرضه لن تقل خطورة عما حصل في لبنان بعد عام 2005، وفق ما تنقله الإندبندنت.
Depuis près de 40 ans, le Hezbollah défie la justice et la communauté internationale au Liban.
« Hezbollah, l’enquête interdite » révèle la face la plus secrète de ce parti. Une série documentaire à découvrir dès maintenant sur https://t.co/C1lD0DQU0j https://t.co/KHJes13OcZ pic.twitter.com/yGY9xmkv43— France 5 (@France5tv) February 5, 2023
لإرضاء إيران.. أمريكا تحظر مصادر الفيلم
إن كان الفيلم الفاضح لتجارة حزب الله غير المشروعة عملًا حديثًا، فإن مصادره التي اعتمد عليها بشكل كبير، صنعت في عهد رئيس أمريكا الأسبق باراك أوباما، الذي قررت إدارته حظرها إرضاءً لإيران، وتجنبًا للصدام معها بإفشاء إجرام حزبها.
ووفق ما تنقله صحيفة الإندبندنت، فإن أوباما وقت إنتاج التحقيق الذي اعتمد عليه الفيلم الفرنسي، كان يحاول التوصل للاتفاق النووي مع إيران، لذا لم يرغب في الصدام معها، حتى لا تتحجج إيران به وتنسحب من الاتفاق، لذا حفظت السلسلة في الأدراج حينها.
واستغرق إنتاج الفيلم بأجزائه الثلاثة عامين من التقصي في الشرق الأوسط والولايات المتحدة وأوروبا، ليروي قصة تحقيق لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية (DEA) استمر 10 سنوات، وكشف عن تجارة حزب الله للكوكايين في كولومبيا.
اتهامات سابقة لحزب الله بالاتجار في المخدرات
بين الحين والآخر تؤكّد الإدارة الأمريكية تورّط حزب الله في الاتجار بالمخدرات.
ففي أبريل من عام 2013 استهدفت الولايات المتحدة اثنين من مكاتب الصرافة اللبنانية، متهمة إياها بمساعدة حزب الله في غسيل أمواله المستخدمة في تجارة المخدرات.
ونقلت "رويترز" عن إدارة مكافحة المخدرات في أمريكا، أن الحزب ربح عشرات ملايين الدولارات من تجارة المخدرات، وغيرها من الأعمال غير المشروعة.
وبحسب دراسة نشرت في مجلة الدفاع العسكرية والسياسية، فإن حزب الله متورط في بيع المخدرات للبلاد اللاتينية، خاصة فنزويلا التي تتجذر فيها تجارته.
وفي فبراير 2016 أعلنت إدارة مكافحة المخدرات عبر موقعها على الإنترنت، اكتشاف شبكة إجرامية يديرها حزب الله تتخصص في الاتجار بالمخدرات، ومن بينها الكوكايين في أوروبا وأمريكا، وتخصص عائداتها لشراء السلاح لممارسة نشاطها الإرهابي في سوريا.
