قالت صحيفة "جلوب أند ميل" إن الاحتجاجات التي اندلعت ضد نظام طهران، عقب مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني لا مثيل لها في تاريخ البلاد.
وبحسب مقال لـ "سالي أرمسترونج"، فإن الاحتجاجات ليست غريبة على إيران، لكن المختلف هذه المرة هو أن الشباب والنساء هم مَن يقودون الثورة.
احتمالات الخسارة
أشار المقال إلى أن هؤلاء شباب متعلّمون جيدًا وأذكياء في التعامل مع التكنولوجيا، وفي الوقت نفسه يرفضون تمامًا أي أيديولوجية رجعية بغيضة.
ولفت إلى أنه على الرغم من احتمالات هزيمتهم أمام وحشية نظام الملالي، الذين اختطفوا الدين بانتهازيتهم السياسية قبل 44 عامًا، فإن قادته قد يخسرون هذه المرة.
ونقلت عن شيرين عبادي، الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل والمحامية والقاضية التي تعيش بالمنفى في بريطانيا، قولها: في الواقع هذه بداية نهاية نظام الملالي، إذ يريد الناس بالإجماع حكومة علمانية وديمقراطية.
Iran imposes sanctions on dozens of European individuals and entities over criticism of protest crackdown https://t.co/FeUxbcpis2— The Globe and Mail (@globeandmail) January 25, 2023
نظام بلا شرعية
اعتبرت الكاتبة الحركة فوزًا ملحميًا للمرأة في كل مكان، مضيفة: استبدلت بالصيحات المناهضة لأمريكا التي سمعت في عام 1979 الهتافات الحاشدة "المرأة، الحياة، الحرية".
ونوهت بوجود خطط طوارئ يجري إعدادها لحكومة مؤقتة، ودستور جديد وإصلاح نظام المحاكم.
وتابعت: يقاتل المتظاهرون بلا هوادة من أجل مستقبلهم ومستعدون للتضحية بأرواحهم من أجله.
ونقلت عن هوما هودفار، الأستاذة الفخرية بجامعة كونكورديا في مونتريال، قولها: النظام اليوم ليست لديه شرعية، أخلاقية أو غير ذلك. بغضّ النظر عن الفساد، لا يمكن للملالي الحكم، لديهم ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم، ومع ذلك لا يملك الناس غازًا للتدفئة أو الطهي هذا الشتاء، أعتقد أن هذا هو وقت التغيير.
الوحدة الجديدة
ومضت الكاتبة تقول، بخلاف العزيمة التي لا هوادة فيها لشباب الانتفاضة الشعبية، فإن أقوى سلاح منفرد يستخدمه الإيرانيون الآن هو الوحدة الجديدة.
وأضافت: في حين أن المعارضة فصلتهم في الماضي عن بعضهم، فإن الوحدة الآن هي الأداة التي يقول معظم الناس، إنها ستقود البلاد إلى الانتصار على النظام.
وتابعت: ظهرت الأيديولوجيا والدين والعرق بعد عقود من المعاناة كجزء من الماضي، الأيديولوجيا ليست مهمة هذه المرة.
قتلتها شرطة الأخلاق.. احتجاجات مقتل "أميني" تشتعل في #إيران#اليوم pic.twitter.com/WnQnH4eIt0— صحيفة اليوم (@alyaum) September 20, 2022
غياب الشعور بالعدالة
أردفت الكاتبة: بالنسبة للعرق، فإن الغالبية هم من الفرس ولكن هناك مئات الأقليات من خلفيات مختلفة، بما في ذلك الأكراد والبلوش الذين لديهم تاريخ طويل من الاضطهاد.
واستطردت: في الواقع، كانت مهسا أميني كردية، لا يسأل المتظاهرون مَن الشيعي أو البهائي أو الكردي أو اليهودي، إنهم يريدون التغيير فقط وفرصة لعيش حياة طبيعية.
ونبهت في الختام إلى أن السلاح الآخر الذي فعله المحتجون هو غياب الشعور بالعدالة.