اعتبرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية، في تقريرٍ لها، أن المملكة حققت قفزة كبيرة في التنويع الاقتصادي للبلاد، ما يشير إلى استمرار الجهود السعودية المبذولة بهدف دعم الاقتصاد غير النفطي، وتحقيق نتائج أفضل وفق رؤية 2030.
وأضافت "بلومبرج"، في تقريرها الذي ترجمت صحيفة "اليوم" أبرز ما جاء فيه: "نما القطاع غير النفطي في السعودية بأسرع وتيرة منذ أكثر من عام في قفزة كبيرة وغير مسبوقة تساعد المملكة على تثبيت أقدامها على مسار التنويع، مع تسجيل أسرع نمو إجمالي بين الاقتصادات العالمية الكبرى"، كما إن هذه القفزة، وصدارة السعودية للنمو العالمي، حرك الأنشطة السوقية بكثافة وأوجد فرص عمل جديدة.
وأظهرت تقديرات حكومية أن اقتصاد المملكة نما بنسبة 8.7% في 2022، مدعومًا بنمو ضخم في القطاع النفطي وغير النفطي على حد سواء.
ونقلت "بلومبرج" عن الهيئة العامة للإحصاء قولها إن الارتفاع كان في أنشطة قطاع النفط بنسبة 15.4%، والتي تشمل إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي وعمليات التكرير، ما أدى إلى زيادة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي. فيما قال صندوق النقد الدولي إن المملكة تعد "نقطة مضيئة" في الأوقات الصعبة للاقتصاد العالمي.
تقديرات النمو السعودية
أظهرت تقديرات للهيئة العامة للإحصاء بالسعودية أن الاقتصاد السعودي غير النفطي نما بنسبة 6.2% على أساس سنوي خلال الربع الأخير من العام الماضي 2022، وهو أعلى مستوى منذ الربع الثالث من عام 2021.
وارتفع نشاط الاقتصاد النفطي بنسبة 6.1% خلال الفترة نفسها بفضل ارتفاع أسعار النفط العالمية، مع اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأظهرت التوقعات، أن النمو الإجمالي بالسعودية يقدر بـ8.7٪ بنهاية العام الماضي 2022، وهذا يتساوى مع توقعات صندوق النقد الدولي، والتي تظهر أن المملكة تتصدر تصنيفات الاقتصادات الكبرى قبل الهند بنسبة 6.8٪، وهو ما يقول إن السعودية تجاوزت الهند على مستوى النمو الاقتصادي، مايشير إلى الإمكانات والفرص الكبيرة أمام الاقتصاد السعودي خلال العام الحالي.
ولفتت "بلومبرج" إلى إن الدولة الكبيرة الوحيدة التي تراجعت العام الماضي كانت روسيا، التي بدأت حربًا على أوكرانيا مازالت مستمرة حتى الآن.
المملكة الأسرع توسعاً في العالم
في أحدث توقعاته للعالم، رفع صندوق النقد الدولي، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، توقعاته للنمو العالمي للمرة الأولى منذ عام، قائلاً إنه يرى " نقطة تحول " للعالم من خلال الإنفاق الأمريكي المرن وإعادة فتح الصين.
وجاءت المملكة العربية السعودية وجيرانها في الخليج العربي ضمن الدول القوية، ذات الحصانة الكبيرة من الأزمات الاقتصادية العالمية، حيث بلغ متوسط خام برنت ما يقرب من 100 دولار للبرميل في عام 2022، بسبب التدخل الروسي في أوكرانيا قبل عام تقريبًا.
وقال مسؤولون إن المملكة ستستخدم الفائض لتجديد احتياطياتها، وإجراء تطورات إضافية على صناديق الثروة السيادية، وربما تعزيز الإنفاق على المشاريع التي تهدف إلى المساعدة في تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على مبيعات النفط الخام.