قالت مجلة "بوليتيكو"، إن أزمة منطاد التجسس تؤجج التوترات الأمريكية مع الصين، مما يضع بروكسل في مأزق.
وبحسب تقرير للمجلة، أدت ملحمة بالون التجسس الصيني إلى إغراق العلاقات بين واشنطن وبكين في أزمة جديدة.
وأشار إلى أنه بالنسبة للحكومات الأوروبية، فإن هذا يسبب كل أنواع المشكلات.
ضغوط مكثفة
وأضاف التقرير: مع تدهور العلاقات بين القوتين العظمتين، يبدو من المرجح أن يتعرض قادة الاتحاد الأوروبي لضغوط مكثفة من البيت الأبيض للانحياز إلى جانب واحد وتوحيد القوى ضد الصين، فيما كانوا يأملون في تحسن العلاقات الصعبة مع بكين.
وأردف: تستعد روسيا لشن هجوم كبير في أوكرانيا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي يخشون أن يؤدي حادث البالون إلى تشتيت انتباه فريق الرئيس جو بايدن في اللحظة التي ستكون فيها الحاجة ماسة للدعم الأمريكي لكييف.
ونقل عن دبلوماسي أوروبي، قوله: لم نتوقع أن يكون عام 2023 سهلًا، لكن هذه بداية صعبة حقًا.
وتابع: أسقطت الولايات المتحدة ما وصفته ببالون مراقبة صيني قبالة سواحل كارولينا الجنوبية بصاروخ جو- جو من طائرة مقاتلة من طراز الشبح.
استياء صيني
وأضاف: أجل وزير الخارجية أنطون بلينكن زيارة إلى بكين كان من المقرر إجراؤها هذا الأسبوع إلى أجل غير مسمى، وهي أول رحلة من هذا النوع مخطط لها لمسؤول على مستوى الإدارة في ظل رئاسة بايدن.
ومضى يقول، تصر بكين على أن الجسم العملاق الذي يعمل بالطاقة الشمسية كان منطادًا مدنيًا خرج عن مساره في أثناء إجراء أبحاث الأرصاد الجوية بشكل أساسي.
وأردف: ردًّا على الضربة الصاروخية، أعربت الحكومة الصينية عن استيائها الشديد واحتجت على استخدام القوة من قبل الولايات المتحدة لمهاجمة مركبة مدنية غير مأهولة، واحتفظت لنفسها بالحق في اتخاذ المزيد من الردود الضرورية.
تشتيت انتباه
وتابع التقرير: في حين أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة لا تزال مستثمرة بشكل كبير في دعم أوكرانيا عسكريًا، إلا أنها قد تشتت انتباهها بسبب الاشتباكات الشديدة مع بكين.
ونقل عن ريكاردو بورخيس دي كاسترو، رئيس برنامج أوروبا في البرنامج العالمي في مركز السياسة الأوروبية، قوله، مع اشتداد التنافس بين الولايات المتحدة والصين، سيكون هناك المزيد من الضغط على الأوروبيين، الذين يتسم نهجهم تجاه الصين بالتنوع الشديد ، للانحياز إلى أحد الجانبين.
لحظة غير ملائمة
وتابع دي كاسترو: الواقع هو أنه إذا أصبح العالم يهيمن عليه بشكل متزايد قطبان، الولايات المتحدة والصين، سيحتاج الاتحاد الأوروبي والغرب إلى اختيار أحد الجانبين طالما أن أمن القارة ودفاعها يعتمد على مظلة الولايات المتحدة.
ونقل التقرير عن دبلوماسي كبير بالاتحاد الأوروبي، قوله، ستكون واشنطن مشغولة ببكين لبعض الوقت الآن، هذه ليست أخبارًا جيدة للاتحاد الأوروبي، لأن روسيا لا تزال مصدر القلق الرئيسي، بالنسبة لأوروبا، يأتي الحادث أيضًا في لحظة غير ملائمة حيث يستعد كبار المسؤولين لإعادة التواصل مع بكين.
وأردف: مما يزيد الأمور تعقيدًا عدم اهتمام بكين الواضح بمساعدة الغرب في الضغط على فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا.