يشكّل عمل "ست وصايا للألفية القادمة" للكاتب الإيطالي ايتالو كالفينو، جزءًا كبيرًا ومهمًا، من معرض "الزمن، الطبيعة، الحب" المقام حاليًا في المتحف الوطني السعودي، بالتعاون مع دار فان كليف أند أربلز ودعم من وزارة الثقافة، ويسلط الضوء على عالم المجوهرات.
و استوحت مديرة المعرض ألبا كابيلييري مفاهيم أساسية، من خلال إبداعات الدار وعلاقتها بالزمن، إذ يتمحور المعرض حول ثلاثة أقسام، وهي: الزمن، والطبيعة، والحب. وتم تخصيص كل قسم في المعرض ليركز على جوانب مختلفة ورمزية، ومحاكاة للقيم التي يذكرها الكاتب الإيطالي في عمله.
وفي حوار مع "اليوم" تحدثت مديرة المعرض، أستاذة تصميم المجوهرات في جامعة بوليتيكنيك ميلان، ورئيسة معهد ميلانو للأزياء ألبا كابيلييري، حول أبرز المفاهيم في معرض "الزمن، الطبيعة، الحب".
كما تحدثت عن تجربتها في العمل والتنسيق للمعرض خاصة في الرياض.
وقالت: أتشرف أن أكون في الرياض كمنسق لمثل هذا المعرض الرائع، وأن أكون أمينًا للمعرض وأحصل على فرصة إجراء بحث في أرشيف الدار المثير للإعجاب، وتفسير قصته الفريدة.
وتضيف: مفتونة بإبداعات الدار؛ بجمالها وحرفيتها وبموقفها تجاه الابتكار، والذي يعد أمر غير معتاد بالنسبة للمجوهرات الراقية، كما أني معجبة جدًا بالقدرة على ابتكار تقاليد المجوهرات بأناقة وكمال، مع احترام تاريخها ورموزها الجمالية، إذ تعد فان كليف أند آربلز واحدة من عدد قليل جدًا من الدور التي نجحت في مجال ابتكار المجوهرات الراقية والذي يعد نادراً لأسباب مختلفة.
أهم قيم الحياة
تقول ألبا كابيلييري: أعتبر الزمن والطبيعة والحب أهم قيم الحياة وأكثرها تمثيلًا، وهي من الأشياء التي تصاحب حياتنا اليومية، ولسوء الحظ ليس من السهل العثور على هذه القيم في المجوهرات، لأن المجوهرات دائمًا ما تكون في حالة توازن بين الخلود والزمن، والتقاليد والموضة، والحب والاستثمار، والجمال والمفهوم، والطبيعة والخيال.
وتضيف: تنغمس المجوهرات الراقية في بُعد خالٍ من الزمان، وغير مهتم بروح العصر، ولكن هذا لا ينطبق على دار فان كليف أند آربلز، التي طالما كانت تركز بشدة على الزمن.
وتابعت: يُظهر هذا المعرض قدرته على تمثيل فترة مجزأة مثل القرن العشرين وما بعده، والقدرة على تلخيص القيم الأبدية للجمال، وفي الوقت نفسه تمثيل قوة الإغواء، ومن خلال إبداعات الدار تصبح الطبيعة فنًا عبر الأحجار الكريمة والحرفية، ولكن أيضًا كموقف إنساني تجاه الانسجام.
عنصر حاسم في الإبداع
تقول "ألبا": بالنسبة لي، الحب هو أقوى طاقة في العالم، وكل قطعة مجوهرات مصنوعة بالحب، بالإضافة لذلك، فقد أثرت مجوهرات الدار في بعض أكثر قصص الحب الأسطورية في القرن العشرين برموزها وهدايا الحب.
وتوضح-: لأول مرة أجد أن كل كائن يجب أن يمثل وقته الخاص وهنا تكمن قيمته ومعناه، فالوقت عنصر حاسم في الإبداع، وكذلك في الإنتاج، وفي الواقع هو يشكل جماليات الأشياء، ويحدد وظيفتها وفائدتها الاجتماعية، ويحدد الأسلوب، ويعلم اختيار المواد والتقنيات، ويشير إلى الأصل، ويقسم الذوق، وفوق كل شيء، يكشف السياق.
تجربة تفوق التوقعات
وحول سؤالها عن تجربة العمل والتعاون مع المتحف الوطني السعودي، أكدت ألبا كابيلييري أنها تجربة فاقت التوقعات، مشيرة إلى أن المتحف الوطني مكان مليء بكنوز تاريخ المملكة العربية السعودية وفنها، وقد وجدت كنوز الدار مكانها المثالي هناك، وأضافت: كما كان من دواعي سروري العمل مع مديرة المتحف ليلى الفداغ وفريقها.
وذكرت أنها خلال العمل والبحث والتنظيم للمعرض، قابلت مجموعة من المصممين والمصممات السعوديين، وكانوا جيدين جدًا وممتعين ومتميزين، متمنية أن تكون هناك إمكانية لمقابلتهم مرة أخرى في جامعة ميلان بوليتيكنيكو.
رحلة إبداعية عبر 3 أقسام
جدير بالذكر أن معرض "الزمن، الطبيعة، الحب" يأتي لأول مرة في المملكة، ويضم أكثر من 280 قطعة إبداعية من المجوهرات والساعات والتحف الثمينة التي تعود إلى بدايات الدار عام 1906م، إلى جانب الوثائق المؤرشفة والرسومات والتصاميم.
ويمتد المعرض عبر صالتين في المتحف الوطني السعودي بالرياض، معتمدا على تقنية تصميم السينوغرافيا المعاصرة، ليقدم رحلة إبداعية عبر 3 أقسام.
افتتح المعرض في 19 يناير 2023 ويستمر حتى 15 أبريل 2023م، كما يقدم للزوار جدول أعمال شامل يتضمن لقاءات مع متحدثين أقليمين ودوليين، وورش عمل لجميع الفئات العمرية، وغيرها من النشاطات التعليمية، إضافة لتوفير فرص الوصول إلى المعرض الأول من نوعه لمختلف المجتمعات والفئات بما فيهم ذوي الإعاقات البصرية.