في الوقت التي لازالت تركيا تبحث فيه عن حلول لأزمات اقتصادها المتتالية، واجهت تركيا أحد أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخها، حيث يعتبر أسوأ زلزال تعرضت له البلاد قبل زلزال أمس البالغ قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، هو زلزال عام 1999 بأكثر من 7.9 درجة على مقياس ريختر.
وبخلاف المأساة الإنسانية التي تشهدها تركيا حاليًا، فإن الكوارث الطبيعية تكون ضارة بالاقتصاد أكثر من أي قطاع أخر، فهذا الزلزال لن يكلف تركيا أموال إعادة الإعمار فقط، بل يزيد من صعوبة عمليات الجذب الاستثماري طويل الأجل، بسبب احتمالية تعرضها إلى أكثر من عاصفة زلزالية خلال العقود المقبلة.
كما أنها الزلزال يؤثر أيضًا على الشركات، إذ يدمر الأصول الملموسة مثل المباني والمعدات -وكذلك رأس المال البشري- وبالتالي تؤدي إلى تدهور قدرتها الإنتاجية، ما قد يدفع بعض الشركات للإغلاق، خاصة وأن الزلزال وقع قريبًا من من أحد أكبر عواصم الصناعة في البلاد، وهي مدينة غازي عنتاب، التي تضم آلاف المصانع.
توقف الإنتاج
وتوقف الإنتاج بشكل كبير في مدينة غازي عنتاب خوفا من حدوث هزات ارتدادية، إذ تلعب المدينة الواقعة في جنوب شرق البلاد، دورا مهما في الاقتصاد التركي، حيث وصل عدد الشركات الصناعية الكبيرة التي تم إنشاؤها هناك، 4% من الصناعة التركية بشكل عام، فيما تشكل الصناعات الصغيرة 6%.
ويصل عدد الشركات بالمدينة 5012 شركة توظف 180 ألف شخص في المحافظة؛ حيث تهدف غازي عنتاب أن ترفع صادراتها إلى 30 مليار دولاروعدد العمالة إلى 350 ألف.
بورصة اسطنبول
وفي الساعات الأولى من فتح سوق الأسهم في بورصة إسطنبول تراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 1.8% وسط تضارب المعلومات حول حجم الخسائر التي تعرضت لها البلاد في جنوب شرق البلاد، والارتدادات على الشركات المدرجة، ليتراجع فيما بعد بأكثر من 4.74%، إلى 5,278 نقطة.
وفي وقت لاحق ، أوقفت بورصة إسطنبول للأوراق المالية التركية تداول أسهم 8 شركات هم: ساسا بوليستر، وإيسدمير، وبوسا، وبيليسي ياتريم، وسانكو بازارلاما، وهاتيكس، وأرسان تيكستيل، وروبنيس تيكستيل.
كما تراجعت أسهم شركات التأمين وانتعشت أسهم شركات الأسمنت، وانخفض مؤشر بورصة تأمين إسطنبول، الذي يرصد أسهم شركات التأمين، لما يصل إلى6.2 % قبل أن يعدل التراجع تدريجيا إلى 4.6%.
موانئ تركيا تتضرر
ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ تضررت حركة الملاحة بالموانئ التركية وتوقف حركة الملاحة في ميناء جيهان التركي، بحسب هيئة الملاحة البحرية التركية.
كما تضرر ميناء إسكندرون الواقع في إقليم خطاي بجنوب البلاد تضرر جراء الزلزال القوي، ولكن بعد عمليات التفتيش لرصد الأضرار، قالت الهيئة على تويتر إن العمليات مستمرة في موانئ بجانب إسكندرون.
اليرة تتراجع مجددًا
ومع بداية اليوم تراجعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي جديد أمام الدولار مسجلة 18.85 إذ تتعرض العملة التركية لضغوط بسبب قوة الدولار والمخاطر الجيوسياسية.
فيما كانت المرة السابقة التي وصلت فيها الليرة التركية لانخفاض قياسي في 26 ديسمبر عندما هوت إلى 18.844 أمام الدولار، ليصبح إجمالي تراجع العملة منذ بداية العام1%.
