قالت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية، إن القمع الذي يمارسه ملالي إيران في الداخل، يزيد مخاطر اندلاع حرب في الشرق الأوسط.
وبحسب مقال لـ"بول ر. بيلار"، يتزايد خطر الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران.
نذر الحرب
أضاف المقال: "من نذر تلك الحرب الهجوم الأخير بطائرة من دون طيار على منشأة عسكرية في مدينة أصفهان الإيرانية، الذي نسبه جميع المراقبين تقريبًا إلى إسرائيل".
وأردف: "تشن إسرائيل سرًا عمليات هجومية مميتة في إيران منذ سنوات، لكن الخطر الحالي المتزايد لصراع أوسع مرتبط بسياسات كلا البلدين، مع بروز السمات المتطرفة وغير الديمقراطية في الأشهر الأخيرة".
ومضى يقول: "يمكن اعتبار الوضع نقيضًا لنظرية السلام الديمقراطي، التي بموجبها لا تشن الديمقراطيات حربًا ضد بعضها البعض".
ولفت إلى أن النذير الآخر هو تصاعد العنف الإسرائيلي الفلسطيني، حيث تخللته غارة إسرائيلية على مخيم للاجئين في جنين بالضفة الغربية، أدت إلى مقتل 10 فلسطينيين.
العنف الإسرائيلي
استطرد الكاتب: "لا غرابة في أن يولد العنف الإسرائيلي ضد الفلسطينيين محاولات انتقامية فلسطينية، كما حدث في هذه الحالة".
ولفت إلى أن دوامة العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين آخذة في التصاعد.
وأوضح أن العلاقة بين العنف الإسرائيلي الفلسطيني وخطر التصعيد الإسرائيلي الإيراني ذات صلة بشقين، أحدهما المحاولة الإسرائيلية الدائمة لإبعاد اللوم عن الاهتمام الدولي بأي شيء يتعلق بإسرائيل، من خلال عزو كل حالات عدم الاستقرار في الشرق الأوسط إلى إيران.
وأشار إلى أن هذا سبب رئيسي لإذكاء التوتر والمواجهة الإسرائيلية مع إيران.
إذكاء التوتر مع إيران
أردف كاتب المقال: "بقدر ما يجذب تصاعد إراقة الدماء بين الفلسطينيين المزيد من الاهتمام الدولي غير المرغوب فيه لاحتلال الضفة الغربية، فإن الدافع الإسرائيلي لإذكاء المزيد من التوتر مع إيران سيكون أقوى".
وتابع: "الشق الآخر هو أن إسرائيل يمكن أن تشير بشكل شرعي إلى الدعم الإيراني لجماعات المقاومة الفلسطينية، مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، رغم أن القاسم المشترك بين أغلب المفجرين الفلسطينيين، الذين لجأوا إلى المقاومة العنيفة لم يكن الدين أو أي خاصية ديموغرافية أخرى، ناهيك عن أي دعم أجنبي لمجموعة مقاومة، ولكن بسبب مقتل شخص قريب منهم على يد إسرائيل".
حكومة إسرائيلية متطرفة
استطرد المقال: "مع ذلك، ستستخدم إسرائيل الارتباط الإيراني بالجماعات الفلسطينية كمبرر لعمليات مثل هجوم أصفهان على الرغم من أن إيران لا ترتكب أي هجمات سرية مماثلة داخل إسرائيل".
ومضى يقول: "إن وصول الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل إلى السلطة يضخم من آثار كل من هذه الروابط".
تحويل الانتباه
أضاف الكاتب: "إن الحاجة المتزايدة لتحويل الانتباه الدولي، وخاصة الأمريكي، عن هذا التطرف، تزيد من دافع بنيامين نتنياهو لمواصلة إعادة الموضوع إلى إيران، ومواصلة تعزيز العداء تجاه طهران".
ومضى يقول: "من المرجح أيضًا أن تؤدي التركيبة اليمينية المتطرفة لحكومة نتنياهو، إلى زيادة العنف الإسرائيلي الفلسطيني، سواء بسبب الاستفزازات الإسرائيلية، حيث تشجع الحكومة اليهود على العنف غير الرسمي ضد العرب".
ونبه إلى أنه مهما كانت الطبيعة الدقيقة للعنف الإسرائيلي الفلسطيني، فإن أي تصعيد له سيؤدي إلى المواجهة الإسرائيلية الإيرانية.
صراع خارجي
لفت الكاتب إلى أن النظام في طهران، الذي يضطهد مواطنيه، قد يرى أسبابًا لإشعال الصراع الخارجي.
ونبه إلى أن النظام أظهر تصميمًا على استخدام أي وسيلة ضرورية للبقاء في السلطة.
وأشار إلى أنه من السهل أن يستخدم المتشددون الإيرانيون، المحاصرون بالاحتجاجات المحلية، قيمة الالتفاف حول العلم في مواجهة متصاعدة مع إسرائيل.
وخلص إلى أن الوضع الحالي مع إسرائيل وإيران، يشير إلى كيف يمكن للمتشددين في دولتين متخاصمتين، أن يتلاعبوا ببعضهم البعض، وأن يصبحوا في الواقع أفضل حلفاء بعضهم البعض، بينما يصبحون معًا أعداء السلام والاستقرار.