@Omarmansurii
هل تعلم أن 7 إلى 9 ملايين شخص يموتون سنويًّا؛ بسبب الهواء الملوث؟ وهل تعلم أن أحد المستشفيات بمدينة السليمانية في العراق سجلت 40 حالة إصابة بمرض السرطان خلال يوم واحد فقط أواخر العام الماضي؟ وهل تعلم أن دول آسيا غالبًا ما تسجل الأعلى نسبة بمعدل تلوث الهواء؟ وما نعلمه جيدًا أننا نعيش في منطقة يمكنها أن تكون مؤهَّلة إلى عالم نظيف عن طريق تشييد مدن خضراء، ونبدؤها أولًا بحملات التشجير في منازلنا، ثم محيط المدن التي نعيش فيها.
إن تطلّع الحكومات إلى القطاع الاقتصادي والتنمية العمرانية مع النمو السكاني الهائل، خاصة في الدول التي تعاني من تدهور في البُنى التحتية لا بد من أن تصطدم بجدران عجزها عن توفير البيئة الآمنة لصحة أفضل للسكان، وعليها أولًا أن تعي خطر «القاتل الصامت»، بعد أن وثقته منظمات عالمية معنية بالصحة حديثًا أن ثلث الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية، وسرطان الرئة، وأمراض القلب ناتجة عن تلوث الهواء.
إن المعدل العالي للتركيز السكاني غالبًا ما يظهر داخل المدن الحضرية ممثلًا بالزخم البشري خلال أوقات الذروة من العمل الوظيفي، وأكبر ضحاياه من الأطفال ممن يستخدمون وسائل المواصلات العامة، وما ينتج عنها من انبعاثات السيارات يكون الأطفال، خاصة خلال فترة ذروة الموسم الدراسي أول المستهدفين بالهواء الملوث؛ لذلك نراقب اليوم دور الدول المتقدمة في إرفاق دورات يومية تقيمها المدارس، تتناول مخاطر تلوث الهواء وآثاره على الأطفال وكيفية توعيتهم.
مقارنة ببقية المخاطر البيئية من تلوث المياه وغيرها الكثير، يبقى «القاتل الصامت» الأكثر تهديدًا، وبعد أن لجأ العالم إلى محاولة صناعة سيارات كهربائية لا تعتمد على غاز ثاني أوكسيد الكربون، فإنها وإن بدت خطوة في الطريق الصحيح لكنها بائسة وسط عالم مليء بالملوثات الصادرة من داخل المنزل والسيارة، ومصادر الغاز المنبعث الأخرى، فتلوث الهواء لا يقف على صناعة سيارات كهربائية باهظة التكلفة.
لا تتحمّل الحكومات المسؤولية وحدها في الحد من آثار تلوث الهواء، فمن واجب الأشخاص والمنظمات والمدارس والجامعات تخصيص أوقات معينة ومستهدفة لزيادة الوعي لما يجري حولنا من قاتل يسلب الصحة بصمت.