يحلو للشاعر أن يصوغ أبياته، وللراوي أن ينسج فصول حكاياته، كلما شاهد هذا الهلال ينثر إبداعاته داخل المستطيل الأخضر فنا وإبداعا، ويرسم خارطة طريق للطموح الذي يعانق السماء، وهو يتفوق على فلامنجو.
ثرثرة الحرف تتناغم معه، فالكلمات تبحث في أحيان كثيرة عن السحر والجمال في عالم المجنونة، فما ذنبنا إذا كان هو عنوان المتعة والجمال داخل المستطيل الأخضر.
أتعبني هذا الهلال، وأتعب حرفي، لأنني أشعر بالتحدي في قاموس اللغة، فكلما تشكلت جملة من الجمل، أخجل بأنها لا تناسبه ولا تلبي طموح عشاقه، لأن هناك من سار بقاربه في بحره وتأمل وكتب أفضل مما كتبنا.
«مجد جديد»
كل ما أراه في الأزرق جميل، والإنسان السوي لا بد أن يحترم الجمال.. دلوني فقط على شخص واحد في العالم يصنف من الأسوياء لا يحب الجمال.. لقد سطر الهلال إبداعات ورفع رؤوسنا ليثأر من فلامنغو ليعانق مجدا جديدا.
الحالة السوية التي لا يعتريها المرض، أن تنظر لجمال الهلال في كبد السماء، وأن تسافر مع موج البحر لأبعد نظر، طالما أن الأولى تصب زخات المطر في جو بديع، والثانية تصل بقاربها لشاطئ الأمان في لغة المكان والزمان.
«سحر الهلال»
التغني بفن وسحر وجمال الهلال إنصاف، فهو الذي نكتبه دائما كلما ركن على المنصات شيئا من الذهب، ليمارس هوايته في مغازلته، وكأنه عاشق ومعشوق في قصائد الشعراء.
مع الإبداع تتلذذ (بالإطناب لا بالإيجاز) كيف لا؟ فبعض الكلمات تكتبك قبل أن تكتبها، فهي تنساق وهي تكتب عن الهلال في مونديال العالم، فكل أدوات (المحسنات البديعة) في البلاغة حاضرة وأنت تكتب سطرا تلو الآخر في حضرة نجوم الزعيم، في ظل التألق اللافت لسالم الدوسري الذي يثبت لنا يوما بعد يوم أننا أمام نجم من طينة الكبار.
«تحولات تاريخية»
لقد ارتبط اسم الهلال بالأشياء الكبيرة التي تغرد دائما في عالم الفرح.. وكل التحولات التاريخية في هذا النادي كانت تصب في قناة التطور محليا وخليجيا وعربيا وآسيويا وعالمياً، حتى تمكن من الصعود إلى نهائي مونديال الأندية، لينتظر الفائز من ريال مدريد الإسباني والأهلي المصري، فبوسعنا استكشاف الهلال كناد يحمل مواصفات عالمية.
«نجم الشباك»
ما يميز الهلال عن غيره.. بأنه فريق متحرر غير مقيد بعقدة (نجم الشباك).. والتاريخ يشهد بذلك بأن الهلال ليس أسيرا لنجم بعينه.. ولا للاعب يمثل (الكل وهو جزء).. ففي الهلال المبدأ والقاعدة تسير على أن الجميع (عود في حزمة).. والجزء مهما علا صيته، لا يمكن أن يحل مكان (الكل).
ما يميز الهلال أكثر هو الحالة الإيجابية التي عليها الهلاليون، والتسلح بعامل الثقة والتفاؤل.. بل وإعلان التحدي.. فليس من السهل أن تلعب نصف نهائي مونديال الأندية أمام فلامنغو في غياب خمسة أو ستة لاعبين، ليقهر المستحيل ليؤكد أن ثقته لم تأت من فراغ.
«شموخ الكبار»
فريق يمتلك شموخ الكبار الذين لا يعترفون بعوامل (التعرية) التي تنخر في أجساد الفرق، فتحولها لأجسام متهالكة.. فقد بدل ذلك الشموخ طريق الشوك لطريق مفروش بالورود لتحقيق الفوز.
لأنه الهلال.. الذي يمثل الأرض، فإن ظهوره لا يقترن بأول الشهر، فهو هلال كل الأيام والليالي، يظهر في بعض الأحيان بدرا، وتارة قمرا، وفِي كل الأحوال يشكل صورة جمالية في أبهى حلة.
عندما يظهر الهلال.. يحاكي الجمال، ويغازل الإبداع، ويتحدث بكل اللغات، فلا فرق عنده في قطع المسافات الطويلة في رحلة الإمتاع من شرق أكبر قارات العالم، لإفريقيا حتى يصل بك لأدغال أمريكا اللاتينية، ويسحر حتى سحرة كرة القدم.
«فلسفة الزعيم»
مطلوب النظر إلى فلسفة الهلال بعمق واستبصار.. لأنها خارطة طريق للألقاب.. وأكاديمية تعطي دروسا بالمجان لمن أراد أن ينظر إلى الكبار من زوايا متعددة.. وبانفتاح لا يغلق بحدود الألوان.. والعقد النفسية.
الهلال عندما يتعملق يصل بك لعالم الاندهاش، ويطوف بك لعالم الخيال، فلا مستحيل في قاموسه، ولا فشل في أجندته لتعيش معه أجمل حلم.