بعد أن دمَّر الزلزال الذي وقع يوم الإثنين منزل أسرته في مدينة حلب السورية، تمكَّن يوسف من التواصل هاتفيًّا مع أحد أقاربه المحاصرين وسمع أصواتهم على الرغم من ضعف الشبكة.
ومنذ ذلك الوقت، يقف الشاب البالغ من العمر 25 عامًا في طقس شبه متجمد، بالقرب من الأنقاض، غير قادر على التواصل معهم مرة أخرى.
وقال: "صار لي يومين عم بستنى أهلي: أبوي وأمي وأخوي وأختي وابن أختي. لحد الآن ما باين شيء عنهم".
وتحدَّث يوسف عن جهود الإنقاذ قائلًا: "حكيت معهم وسمعت صوتهم. بس للأسف الشديد زي مانتم شايفين هون بطيئين في الشغل وما عندهم هايدي المعدات الزيادة".
#سوريا تطلب المساعدة من الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي https://t.co/ylF3gguTxH pic.twitter.com/6CpX9n2pEm— صحيفة اليوم (@alyaum) February 8, 2023
أكثر المدن السورية تضررًا بالزلزال
شُوهد رجال ونساء وأطفال يتجمَّعون على أرصفة الطرقات حول نيران، صباح اليوم الأربعاء، ويلفّون أجسادهم بالبطاطين. واضطر كثيرون للنوم في سيارات وعربات صغيرة قرب منازلهم التي انهارت جراء الزلزال، بينما افترش آخرون الأرض الباردة.
وتسبَّبت الحرب الأهلية المستمرة منذ سنوات في تدمير حلب التي كانت تُشتهر بأسواقها المزدحمة للغاية ومآذنها التي تعود للقرون الوسطى وحماماتها ذات القبب وقلعتها القديمة المهيبة، قبل أن تتمكن القوات الحكومية من استعادة السيطرة على معقل للمعارضين هناك في 2016.
وأصبحت الآن من بين أكثر المدن السورية تضررًا من الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة وأدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 11 ألف شخص في تركيا وسوريا، 2500 منهم في سوريا.
وقالت السلطات المحلية اليوم الأربعاء إن ما لا يقل عن 390 شخصًا لقوا حتفهم وأصيب 750 آخرون في محافظة حلب، إلى جانب انهيار أكثر من 50 مبنى.
وتضرَّر كثير من مباني حلب بالفعل بسبب المعارك خلال الصراع المستمر منذ 12 عامًا، وكانت شقة يوسف تقع في منطقة بستان الباشا التي كانت على خط المواجهة سابقًا وتدمرت بشدة جراء القتال.
ضحايا زلزال #سوريا و #تركيا في تزايد.. 11 ألف قتيل حتى الآن
https://t.co/wyO2Ac7jWE #زلزال_شرق_المتوسط#اليوم pic.twitter.com/8KZ02wcV3k— صحيفة اليوم (@alyaum) February 8, 2023
الزلزال يُلحق أضرارًا بقلعة حلب الشاهقة
تسبب الزلزال أيضًا في مزيد من الضرر لأهم معالم المدينة وهي قلعة حلب الشاهقة التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" على قائمة مواقع التراث العالمي. وتضررت القلعة بشدة خلال الحرب الأهلية وتسبب الزلزال في تحويل بعض مبانيها إلى أنقاض.
وفاقم الزلزال من شقاء مواطني حلب الذين ما زالوا يعيدون بناء مدينتهم المدمرة رغم توقف القتال بها منذ سنوات.
وفي مستشفى الرازي، قال بكر "27 عامًا" إنه كان واحدًا من 3 ناجين فقط عندما انهار منزله، مما أدى إلى مقتل والديه وشقيقه و6 من بنات وأبناء إخوته.
وقال بكر وهو يرقد على سرير بالمستشفى "نزلت البناية فينا".
حاجة ماسة إلى مساعدات ومعدّات ثقيلة
يوضِّح عمال إنقاذ على جانبي خط المواجهة في البلاد أن الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 سنوات استنزفت مواردهم، مضيفين أنهم في حاجة ماسة إلى مساعدات كبيرة ومعدات ثقيلة لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ.
وتلقَّت الحكومة السورية دعمًا من عدة دول عربية، منها مصر والعراق، وكذلك من حليفتها الرئيسية روسيا التي أرسلت فرق إنقاذ ونشرت قوات بالفعل في سوريا للمشاركة في أعمال الإغاثة، بما في ذلك في حلب.
ولم يصل إلا القليل، إن وجد، من هذه المساعدات إلى الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة.