جهود كثيفة على مدار الساعة من فرق الإنقاذ والمسعفين في تركيا وسوريا، بعدما وقع زلزال عنيف بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر، أدى إلى انهيار آلاف المباني وتسبب في مصرع نحو أكثر من 16 ألف شخص على الأقل حتى اليوم، الخميس، فضلًا عن أضعاف هذا العدد من المصابين.
وانتشلت فرق الإنقاذ امرأة تركية مسنة تبلغ من العمر 60 عامًا حوصرت تحت أنقاض مبنى طوال 77 ساعة من الزلزال، إضافة إلى طفلة وشقيقها في سوريا ظلا تحت الأنقاض لنحو 36 ساعة.
بافتراض أن هناك من لم يتعرضوا لصدمة في الرأس أو إصابات أخرى بالغة الخطورة ولديهم هواء صافٍ كافٍ للتنفس، فإلى متى يمكنهم البقاء على قيد الحياة تحت أنقاض الزلزال؟
The little girl said to the rescuer that, sir, if you rescue me and my brother ... we will become your slaves for the rest of our lives #TurkeyEarthquake #Turkey #earthquake pic.twitter.com/PUBXyiKYgH— Shehr Bano Official (@OfficialShehr) February 7, 2023
كم يمكن للإنسان البقاء حيًا تحت الأنقاض؟
لا يشكل الطعام مشكلة في هذه الحالة.. يمكن لكثيرين أن يعيشوا لأكثر من أسبوع من دونه، لكن من دون الماء لن يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة إلا لبعض الأيام فقط.
وتعتمد المدة التي يمكن أن يعيشها الشخص على الماء وحده على مجموعة متنوعة من العوامل، مثل التمثيل الغذائي للشخص وكمية الدهون الزائدة التي يخزنها في جسمه ودرجة الحرارة.
مع مرور الوقت، ستبدأ الأعضاء في الانغلاق واحدًا تلو الآخر حتى يصبح الجسم غير قادر على العمل بشكل صحيح، ولكن يمكن للإنسان السليم أن يعيش من دون طعام لمدة تصل إلى 8 أسابيع، وفقًا لموقع "insider".
الهواء ودرجة الحرارة
يُعد الهواء درجة الحرارة أيضًا من أكثر العوامل الحاسمة لبقاء أشخاص أحياء تحت الأنقاض، وفي زلزال تركيا أعاقت الظروف الشتوية في سوريا وتركيا جهود الإنقاذ بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.
وتحدث معظم عمليات الإنقاذ في أول 24 ساعة بعد وقوع الكارثة، بعد ذلك، تنخفض فرص النجاة مع مرور كل يوم، كما يقول الخبراء.
يقول الدكتور جارون لي، خبير طب الطوارئ والكوارث: "من النادر عادة العثور على ناجين بعد اليوم الخامس إلى السابع، وستفكر معظم فرق البحث والإنقاذ في التوقف بحلول ذلك الوقت".
الحالة النفسية والعقلية
يمكن أن تؤثر الحالة العقلية أيضًا على البقاء، فالأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض وبجوارهم جثامين للضحايا وليس لديهم اتصال بالناجين أو المنقذين الآخرين قد يفقدون الأمل.
يختلف الأمر في حالة وجود ناجين آخرين على قيد الحياة، في هذه الحالة يتكئون على بعض لمواصلة الرغبة في الخروج من تحت الركام.
درجة الاصابة
يتوقف مدى بقاء الأشخاص أحياء تحت الأنقاض على درجة إصابتهم، فالصدمة الكبيرة في الرأس أو الصدر أو العامود الفقري ومحدودية مساحة التنفس تجعل فرص النجاة ضئيلة.. يزيد فقدان الدم أو الكسور من احتمالية الوفاة أيضًا.
بعد #زلزال #تركيا الأخير.. تعرف إلى أقوى 5 زلازل في العالم pic.twitter.com/kaw0emRX6r— صحيفة اليوم (@alyaum) February 6, 2023
ناجون قضوا أيام تحت الأنقاض
في العام الماضي أثناء الزلزال المدمر في هايتي، نجا رجل تحت الأنقاض بعد 14 يومًا، بفضل إناء من الماء وجده وسط الحطام، كان الرقم القياسي السابق الموثوق به للبقاء على قيد الحياة هو 14 يومًا أيضًا، والذي بلغه رجل حوصر في أنقاض فندق بعد زلزال بقوة 7.8 درجة ضرب الفلبين في عام 1990.
وفي عام 1995، بعد زلزال ضرب كوريا الجنوبية، انتشل رجل من تحت الأنقاض بعد 10 أيام، وقال إنه نجا بفضل شرب مياه الأمطار وأكل صندوق من الورق المقوى، كما أنه عمد لعبة أطفال ليحافظ على نشاطه الذهني.
"ضلوعها مكسورة".. استقرار الحالة الصحية للطفلة المولودة تحت الأنقاض
https://t.co/e7WVTZVAVz pic.twitter.com/j8XX2DUOX0— صحيفة اليوم (@alyaum) February 8, 2023