تصاعدت أزمة قردة البابون، في محافظة النماص، شمال منطقة عسير، بعد ملاحظة تغيرات سلوكية في تعاملها، تشمل مهاجمة الأطفال، والتطفل على المزارع والبقالات والمستودعات الغذائية وإتلاف المنتجات، بحسب ما ذكر عدد من الأهالي والمزراعين لـ"اليوم".
وأوضح الأهالي أن وحشية قردة البابون طال المقار الحكومية، من مدارس ومستشفيات، محذرين من النمو المتزايد، وتغير السلوك الذي أصبح أكثر جرأة، بما ينذر بكارثة بيئية وصحية.
وأكدوا أهمية إيجاد حل عاجل يقلص 90% على الأقل من أعدادها، موضحين أنها تتكاثر بشكل كبير؛ كونها في بيئة آمنة وأعمارها تصل إلى 30 عامًا.
#صور
بعد تزايد أعداد قرود البابون.. "الحياة الفطرية" تبدأ تطبيق الحلول
https://t.co/ncVpZhDkDv pic.twitter.com/BqGgzICt5M
— صحيفة اليوم (@alyaum) January 31, 2023
اعتلاء أسطح المنازل والعبث بالمرافق
أكد عضو جمعية النماص الزراعية ورابطة عسير الخضراء حسن العمري، النمو المتزايد لقردة البابون، بشكل لم تعهده المنطقة من قبل، مشيرا إلى تغير سلوكها إذ لم تعد تأبه بأي رادع، وأصبحت تهاجم البشر والمواشي والمزارع، وتعتلي أسطح المنازل، وتعبث بخزانات المياه.
وقال إن أعمارها ما بين 20 - 30 عامًا، وبالتالي فهي تتزايد بشكل كبير على امتداد المنطقة الغربية للمملكة ،من جنوب المدينة المنورة وحتى جازان، ومن القنفذة غربًا وحتى البيشة شرقًا.
وبين أن تجارب أسترالية في الحد من تلك الظواهر، مثل تصديرها، مشيرًا إلى أهمية التخلص من 90% منها، كحد أدنى بعيداً عن الحلول التي قد لا تجدي نفعًا مثل تعقيم الذكور أو إبعادها إلى مناطق أخرى.
وذكر أن أعمارها الطويلة نسبيًا، تساهم في نموها بشكل سريع ومفجع، محذرًا من كثرتها وتوغلها في المناطق العمرانية، إذ من الممكن أن تنقل فيروسات وأمراض صحية.
أصوات مزعجة ومخاوف من الأوبئة
طالب ناصر الرياعي "مزارع"، بوضع حلول عاجلة، لمواجهة انتشار قردة البابون، تفاديًا لانتشار أي أوبئة أو فيروسات، معتبرًا أن نتائج اللجان لم ترتق إلى حجم المشكلة ولم تضع حلولاً للتقليل منها.
وأكد ضرورة القضاء على 90% منها لتحقيق التوازن البيئي، والعودة بأعدادها السابقة لما قبل 50 عامًا، مشيرًا إلى تغير سلوكها، إذ تطلق أصواتًا مزعجة، تقلق الأطفال وتروع السكان.
كيف نوقف قرود البابون المستأنسة؟ #اليوم pic.twitter.com/p4yRzPEb5U
— صحيفة اليوم (@alyaum) October 31, 2022
تحركات ليلية وهجوم على الأطفال
قال غرمان الشهري، أحد سكان المحافظة، إن "البابون" أصبحت عدائية، خصوصًا مع الأطفال، مشيرًا إلى أنها هجمت على أحد أبنائه لاختطاف حقيبته.
وأضاف: "القضاء عليها هو الحل، ولن تجدي الحلول التقليدية معها كعدم إطعامها أو النظر لها، كونها لم تعد تنتظر الطعام من قبل البشر، بل تهاجم وتحصل على ما تريده".
وبين أن أهالي المحافظة رصدوا تحركاتها الليلية، وتعبث بالنفايات قبل إزالتها.
وذكر علي الكلثمي صاحب إحدى المحال الأغذية أن القردة هاجمت المستودعات والمحال، حتى اضطر أصحابها إلى تعيين حراسة، مناشدًا الجهات بوضع حلول تنقذ أصحاب المشاريع والمحال وسكان القرى منها وإعادتها إلى بيئتها باتزان.