على طول الشوارع والأحياء المتضررة في تركيا وسوريا إثر الزلزال المدمر، سارت فرق الإنقاذ ومتطوعي البحث يرددون فيما بينهم السؤال ذاته باختلاف اللغات: "هل وصلت لأي شخص ما زال على قيد الحياة؟"
كانت الجهود على مدار الساعة لانتشال الناجين من بين ركام الزلزال الهائل الذي ضرب البلدين بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر وأدى إلى مصرع أكثر من 16 ألف شخص في جنوب تركيا وشمال سوريا.
صراع البقاء تحت أنقاض زلزال تركيا
تحت لوح كبير من الخرسان والطوب نظر عبد العليم وهو يشير بضعف إلى أفراد الإنقاذ بعدما تجاوز اليومين، وهو ينازع تحت الأنقاض في مدينة هاتاي التركية.
بجوار الرجل كانت التركية إسراء، التي تزوجها قبل سنوات بعدما فرَّ إلى بلادها من الحرب في وطنه سوريا، وأنجب منها بنتين، لكن الأم وبناتها وصل إليهن الإنقاذ بعد فوات الآوان.
كانت ساقا عبد العليم محصورتان تحت الأنقاض، لكنه كان واعيًا وقادرًا على التحدث إلى رجال الإنقاذ، وبعد ساعات من المحاولات انتُشل الرجل من بين يدي الموت.
بجسد مُغطى بالغبار الرمادي وأعين منتفخة ومعاناة شديدة من الجفاف وحاجة ماسة إلى رعاية طبية نجا الرجل، وبجواره وُضعت على الأرض 3 جثث ملفوفة في بطانيات.. هم زوجته وابنتيه.
أطفال محاصرون تحت الأنقاض
في سوريا كانت فتاة صغيرة بعمر 7 سنوات تنتظر تحت الأنقاض من ينقذها.. تضع يدها على رأس شقيقها الصغير لتحميه من أي ضرر، بعدما حوصرا لنحو يومين.
تردد الفتاة في ذعر لأحد أفراد الإنقاذ "طلعنا يا عمو وبعمل اللي بدك إياه" بينما كان المستجيبون يتوافدون ونجحوا بعد ذلك في إنقاذهما.
The little girl said to the rescuer that, sir, if you rescue me and my brother ... we will become your slaves for the rest of our lives #TurkeyEarthquake #Turkey #earthquake pic.twitter.com/PUBXyiKYgH— Shehr Bano Official (@OfficialShehr) February 7, 2023
كان البكاء هو المسيطر على الطفلتين، دلع وبراءة، بمدينة حلب.. تمتد إليهما الأيادي لإزالة حطام المنازل المنهارة من فوقهما، وبعد ساعات تحت الأنقاض وصلت إليهما فرق الدفاع المدني وأنقذتهما من بين الأسياخ الحديدية بسلام.
دلع وبراءة طفلتان أمضيتا ساعات تحت الأنقاض في منزلهم بمدينة #جنديرس شمالي #حلب، وصلت أليهما فرقنا وأنقذتهما أمس الأربعاء 8 شباط.#الخوذ_البيضاء #زلزال_سوريا #سوريا pic.twitter.com/gypv68xaIL— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 9, 2023
وفي مدينة إدلب ظهرت رأس الطفل عبد الحكيم من بين الحطام، يتحدث إليه رجال الإنقاذ ويستجيب لهم قدر إمكانه، يشجعونه على الصمود، وبأيديهم يزيلون الركام بحرص شديد حتى يخرج الطفل بسلام وكأنه وُلد من جديد.
"الطفل عبد الحكيم" قصة روح كتبت لها الحياة من جديد... شاهد لحظات إنقاذه من تحت ركام منزله المدمر في بلدة أرمناز غربي #إدلب في اليوم الأول من الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غربي#سوريا.
تاريخ إنقاذه في 6 شباط.#الخوذ_البيضاء #زلزال_سوريا #سوريا pic.twitter.com/gM17zDe0mr— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 9, 2023