افتتح مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء»، بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، معرض «من الأرض»، أمس، بمشاركة 32 فنانًا سعوديًّا شاركوا بـ32 عملًا متنوعًا.
ويحاكي المعرض تجربة الإنسان السعودي مع مكونات أرضه، المادية والمعنوية، من حيث ارتباط وجدانه وشغفه وتفاصيل حياته كافة، بتواصله الكامل مع بيئته وحفاظه على قيمه الثابتة والعريقة، بأسلوب حديث تحكمه جغرافية المكان والزمان، إلى جانب العادات والتقاليد.
٣٢ فناناً يحكون علاقة الإنسان بطبيعة الوطن في معرض من الأرض#اليوم pic.twitter.com/WpwpwutOWE— صحيفة اليوم (@alyaum) February 9, 2023
تعزيز الهوية
يأتي المعرض، الذي يستمر حتى 9 أغسطس 2023، في «جاليري 2»، بمركز إثراء في الظهران، ضمن دعم الجمعية والمركز للفنانين السعوديين، في سياق تعزيز الهوية الوطنية من خلال أعمال فنية تُظهر الحس الفني للمشارك، وقدرته على تجسيد ذلك الحب للأرض، بأعمال خالدة؛ سعيًا لإبراز المواهب الوطنية وتحفيزها في مجال الفن التشكيلي نحو المزيد من الإبداع.
بيئة إبداعية
من جهتها، قالت رئيسة المتاحف في إثراء، فرح أبو شليح: نسعى بھذا التعاون إلى خلق بیئة إبداعیة للمواھب المحلیة كافة، والفنانین السعودیین، من منطلق تعزیز الھویة الوطنیة، عبر أعمال فنیة تبقى خالدة وتعكس الحب الكبیر لھذه الأرض.
أبعاد جديدة
أضافت أبو شليح: یخلق إثراء من خلال ھذه المبادرات، أبعادًا جدیدة تسعى إلى صناعة مجتمع شغوف بالفن، عبر ابتكار أسالیب متجددة تھدف إلى دعم المواھب وتحفيزها، وتوفیر منصة للمجتمع الفني لإیصال إبداعاته إلى المحافل العالمیة، وتقدیمھا لجمھور سعودي عریض.
جيل جديد
بيَّنت أبو شليح أن مھمة «إثراء» لا تقتصر على دعم المواھب المحلیة؛ بل اكتشاف جیل جدید من الفنانین، وإلهامهم بما یثري المشھد الفني، ومن ھذا المنطلق ینبع التعاون بین إثراء وجمعیة الثقافة والفنون بالدمام، و"الذي نفخر جدًّا به".
ذاكرة الوطن
ذاكرة الوطن
أشادت أبو شليح بالجهود التي قدمتها جمعیة الثقافة والفنون، والتي عملت كمنصة لتولید المبدعین منذ منتصف السبعینيات وحتى یومنا ھذا، وھي ذاكرة الوطن الفنیة والثقافیة، آملة بتعاونات أخرى تدفع ھذا القطاع نحو التقدم والازدھار.
حول تفاصيل المعرض، أوضحت أبو شليح أن المعرض يقدم عبر 32 فنانًا وعملًا متنوعًا، جولة فریدة من الأعمال الخلاقة التي تحمل في طیاتھا العدید من المفاھیم المستلھمة، إضافة إلى تطویر ھذا المعرض من خلال دعوة مفتوحة للفنانین، بدعم من لجنة تحكیم ممیزة، هم: یوسف الحربي، ود. إیمان الجبرین، ود. لینا القطان، والفنان العریق عبد الرحمن السلیمان.
مشاركة مجتمعية
مشاركة مجتمعية
تابعت أبو شليح: معرض «من الأرض» یركز بشكل كبیر على المشاركة المجتمعیة، ویسلط الضوء على الفنانین الناشئین، ونسعى إلى إبراز القدرات الھائلة للمواھب المحلیة في قطاع الفنون، وبناء جسور من التواصل مع الفنانین الناشئین والمحترفین، ونعتز ونفخر بجمیع الفنانین المشاركین، وبمخرجات المعرض والأعمال التي عكست روعة ھذه الأرض وجمالها، ونأمل أن یعكس تطلعاتنا إلى المستقبل المشرق للمملكة.
ذاكرة التشكيل
ذاكرة التشكيل
من ناحيته، قال مدير جمعية الثقافة والفنون في الدمام، يوسف الحربي، خلال كلمته في حفل افتتاح «الأرض»: المفهوم لا يعرف الحدود التعبيرية في ذاكرة التشكيل، ولا ينتهي عند الانتماء؛ بل هو العمق الثابت في حضور الإنسان، ورغبته في تكوين صوره المتفردة منها، بجمال يجيد صياغة الماضي، وعلامات الحنين الثابتة في التراث، ويسرد التفاعل معها في القصص التي يرويها اللون، وتصاعد الفكرة عبر الخطوط، وأرضنا انعكاس ثري للتنوع الطبيعي والحضاري والتاريخي، صقلت فينا الشموخ والصمود، وحرصنا على نمائها فكانت المعطاء.
تفاصيل مختلفة
تفاصيل مختلفة
تابع الحربي: "معرض «من الأرض» شهد اجتماع 32 فنانًا من مختلف مدن المملكة، على الحلم واستشراف الفكرة والرمز والحضور في تفاصيل مختلفة، مع الإصرار على بلوغ القمم بشغف تلون في هويتها الجمالية وجذورها، حتى تكون أكثر اندماجًا واستمرارية، تتقدم بالإنسان، وتثبت فيه فخر الانتماء لهذه الأرض".
حجر الأساس
حجر الأساس
أضاف الحربي أنها فرصة للتلاقي الجمالي، الذي نشكر من خلاله هذا الصرح الجميل «إثراء»؛ على التعاون والدعم والإنارة في التفاصيل، وهذا التعاون ليس الأول؛ بل سبقته عدة تعاونات في مجالات ثقافية شملت المسرح والفنون الأدائية والأفلام والموسيقى، وخير بداية كانت سنة 2010، بعد أن وضع الملك عبد الله بن عبد العزيز "رحمه الله" حجر الأساس، ثم سار هذا المكان بفعاليات ثقافية وفنية، وتوالت هذه النجاحات لهذا الصرح ليكون أيقونة ومنارة ثقافية عالمية.