هل تذكر آخر مرة سمعت فيها كلمة "أحبك"، وشعرت بأنك تملك الشمس بيدٍ والقمر في اليد الأخرى؟
شخصيًّا أنا غارقة في الحُب بدءًا من حبي لنفسي وتقديرها، ومن ثم حب الأشخاص والأشياء من حولي.
يقول أريك فروم: «إن الإنسانية قد لا تستمر يومًا واحدًا لو اختفى الحب من كوكب الأرض».
يتحدث إريك فروم عن الحب كأحد أرفع إنجازات البشر وأصعبها، ذلك أن الحب سيمنع الإنسان من فرض سيطرته على الآخرين الذين يهددون امتيازاته.
ويصنف الحب الناضج على "أنه الوحدة بشرط الحفاظ على تكامل الإنسان.. أن اثنين يصبحان واحدًا ومع هذا يظلان اثنين». وبالفعل هذا هو الاتزان النفسي المطلوب، وهو ألّا ينغمس الإنسان تمامًا بالآخر، ولا يستقل بشكل كلّي يحرمه متعة التكامل والامتداد.
هل أدعو لنشر الحب!
نعم كثيرًا وجدًّا ودائمًا، فالحياة تلين بقدر ما نُبدي لا بقدر ما نخفي، لكن العبرة في متى نظهر ومتى نضمر.
وأدعو للحب بأشكاله المتعددة: فالدعاء حب، والابتسامة فعل حب، واللطف حب، والوفاء حب، والدعم والتحفيز والاحترام والإخلاص والأمان حب، وأجمل الحب ما أظهر أجمل ما فيك من لين ورقةٍ ودفءٍ وبهاءٍ به تسمو وتُزهر وتزدهر..
ودعني أُخبرك عزيزي القارئ سرًّا عظيمًا، وهو أنك لن تجد الحب الحقيقي في الخارج حتى تتشافى روحك، وتُحب ذاتك أولًا؛ لأن "أعظم ما في الكون أن يكون الإنسان ملكًا لنفسه، وأن يُعير نفسه للآخر، ولكن لا يمنح نفسه إلا لنفسه "مونتاني في كتاب الفلاسفة والحب".
فمنها (أي نفسك) مبتدأ الأشياء، وهي علامة من علامات استحقاقك للكثير من العطايا في هذه الحياة، وقد حان الوقت لكي تفهم روحك ومشاعرك وتعيش الحياة التي تحبها وترضاها. أحبوا أنفسكم وأغدقوا عليها بالدلال، تفهَّموا مشاعركم واسمحوا لها بالتواجد، وسامحوا أرواحكم على كل الأخطاء التي اقترفتموها في الماضي؛ لأنها كانت أفضل ما لديك في ذلك الوقت، وبتلك المعرفة والوعي الذي كنت تملكه، نحن نتغيّر، ننضج ونصبح أكثر وعيًا بتجاربنا. ولو نجحنا في أن نعامل أنفسنا كما نعامل أحبتنا لتغيَّرت حياتنا الاجتماعية، فمن يُحب نفسه بهذا الشكل لن يسعى في إلحاق الأذى بالآخرين.
أخيرًا.. نحن لا نقع في الحب، بل نرتفع ونسمو به ونرتقي.
ومضة:
"دائمًا كان الحب عندي أعظم المهمات، أو ربما هو المهمة الوحيدة" ستاندال 1890.
@raedaahmedrr